عملية أمنية مشتركة بين قوتي الجيش والشرطة، بدأت في السابع من سبتمبر/أيلول 2015، بمنطقتي “الشيخ زويد، ورفح”، شرق شمال سيناء، قامت العملية بدعوى محاربة أوكار “الإرهاب”، ودحر المسلحين بالمدينتين –حسب بيانات مسئولين مصريين-، استمرت قرابة 16 يومًا، أعلن خلالها المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري أن القوات المسلحة تمكنت خلالها من القضاء على شبكة واسعة من الملاجىء ومخازن السلاح والذخيرة وإحكام السيطرة على كافة الطرق والمحاور الرئيسية والفرعية، فضلًا عن تدمير كم كبير من سيارات الدفع الرباعي والدرجات البخارية، كذا التخلص من كميات كبيرة من المواد المتفجرة والعبوات الناسفة ووسائل الإتصال، كما أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري أن العملية أنهت أعمال إنفاذ القانون بمدينتي الشيخ زويد ورفح في مساء يوم 22 سبتمر/أيلول 2015.
وتطرق المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري، في بيان رسمي نُشِر على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك”، ولأول مرّة، أن قوات الجيش والشرطة المدنية اتخذت جميع درجات الحيطة والحذر وتطبيق جميع معايير الأخلاق والإنسانية في التعامل مع المواطنين المدنيين بالمدينتين، وللحفاظ على أرواحهم، كما أعلن أيضًا في بيانات منسوبة له وبشكل مُنفصِل في 15 بيان نُشرِوا بشكل يومي (بنسبة بيان واحد في اليوم منذُ بدء العملية)، أن القوات المشتركة بالعملية تمكنت من قتل 535 شخص، واعتقال 578 ممن وصفهم المتحدث بـ “الإرهابيين”، دون أن يكشف عن هوية أو أسماء أو أوقات أو حتى أسباب قتلهم واعتقالهم، كما أعلن أنّ عملية “حق الشهيد” ستنتقل من مدينتي الشيخ زويد ورفح إلى مدينة العريش التي تبعد عن المدينتين حوالي 40 كم غربًا، عقب عيد الأضحى.
وقد وثقت منظمة “هيومن رايتس مونيتور”، حالات قتل بحق المواطنين المدنيين الأبرياء من ضمنهم نساء وأطفال، بعضهم قُتِلوا على يد القوات الأمنية المصرية وبعضهم على يد مسلحين مجهولين وآخرين قُتلوا بظروفٍ غامضة، وجاءت توثيقات “هيومن رايتس مونيتور” كالتالي:
1،- 2 مقتل السيدة “جميلة سليمان عوض” 35 عامًا، وطفلها الرضيع “أحمد عوض محمد” -عشر شهور- إثر قصف طائرات F16 التابعة لقوات الجيش المصري لمنزلهم في منطقة “سادوت” غرب مدينة رفح.
3- أحمد محيسن محمد عيد عياد، 35 عامًا، قُتل نتيجة قنصه من قِبل جنود قوات الجيش المتمركزة أعلي مبنى صحة “قوز أبو رعد” جنوب مدينة رفح يوم 7 سبتمبر/أيلول2015.
4-5-6 “محمد هود النصايرة”، من عائلة النصايرة القاطنة بمدينة الشيخ زويد ، و”عبد الكريم الرقيبات”، من قبيلة الرميلات ويعمل في تجارة الجمال، وشخص ثالث ،كانوا جميعهم مستقلين سيارة ومتجهين لنقل جمل فقصفت إحدى الكمائن التابعة للجيش المصري السيارة بقذيفة مدفعية “دانة” جنوب مدينة رفح يوم 13 سبتمبر/أيلول 2015 .
7-8-9 “محمد أبو شنب وزوجته وإبنته”، وقُتِلوا نتيجة قصف طائرات F16 لمنزلهم في قرية “الوحشي” جنوب مدينة الشيخ زويد يوم 16 سبتمبر/أيلول 2015.
10- “صفاء سلمى عوده”، 34 عامًا، قُتِلت نتيجة قصف مدفعي “دانة” لمنزل عائلتها من كمين “قوز أبورعد” العسكري جنوب مدينة رفح يوم 12 سبتمبر/أيلول 2015.
11- الطفل “أحمد سامي ضيف الله”، 7 أعوام، قامت حملة عسكرية تابعة للجيش المصري يوم 19 سبتمبر/أيلول 2015 بقتله أثناء جلوسه في سيارة أجرة “ميكروباص”، يمتلكها والده، وقالت أسرة الطفل في توثيق “هيومن رايتس مونيتور” لشهادتهم إن الهامرات (سيارات مدرعة) التابعة للحملة قامت بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي على موقف السيارات ما تسبب في مقتل الطفل وهو جالس في “ميكروباص ” والده.
12- “محمد سالمان الحمادين” اعتقل يوم 19 سبتمبر/أيلول 2015، وقد وثقت “هيومن رايتس مونيتور”، حالته أثناء اعتقاله وتم تصفيته في يوم 24 سبتمبر/أيلول 2015، حيث عُثر علي جثته في مقابر مدينة الشيخ زويد القريبة من معسكر الزهور التابع للجيش المصري الذي اعتقله وحجزه ومن ثم قام بتصفيته.
13- الطفلة “حليمة فريج مبارك طلّاق”، 7 أعوام، تم إطلاق الرصاص عليها من قِبل قوات الجيش المصري في منطقة “الزوارعة” جنوب مدينة الشيخ زويد يوم 21 سبتمبر/أيلول 2015.
14- مقتل سيدة من قرية “الجورة” جنوب مدينة الشيخ زويد في سبتمبر 2015 نتيجة طلق ناري أصابها من الحملة العسكرية التي كانت تسير علي طريق (الشيخ زويد _ الجورة) خلال عملية “حق الشهيد”.
15- مقتل إمرأة من قرية “الزوارعة” إثر قصف طائرات الـ F16 التابعة لسلاح الجو المصري لمنزلها جنوب الشيخ زويد، حيث قُتلت وتفحمت جثتها –حسبما جاء في شهادة ذويها- في سبتمبر/أيلول 2015.
16- “إبراهيم أبو رابعة فريح”، تم تصفيته من قِبل قوات الجيش المصري بعد اعتقاله لساعات في قرية “المهدية” جنوب مدينة رفح يوم 17سبتمبر/أيلول 2015.
17- رباح رمضان عيد الترباني”، 38 عامًا، يعمل بمستشفي العريش العام، تم اعتقاله وتصفيته على يد قوات الجيش المصري وعثر الأهالي علي جثته في يوم 8 سبتمبر/أيلول 2015.
18- السيدة “هدى أبو اسكندر”، 40 عامًا، قُتلت بطلق ناري من قبل الجنود المتمركزين بكمين “البوابة” العسكري، غرب مدينة الشيخ زويد يوم 8 سبتمبر/أيلول 2015.
19- “ماجد أبو رواش” موجه بالإدارة التعليمية برفح من سكان مدينة العريش قُتل أثناء عودته من مقر عمله في مدينة رفح نتيجة طلق ناري من قِبل جنود قوات الجيش المصري المتمركزين بكمين الماسورة غرب مدينة رفح يوم 7 سبتمبر/أيلول 2015.
20-21-22- مقتل ثلاثة من عائلة “المزاغلة”، بينهم طفل نتيجة قصف الطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو المصري لمنطقة “الكيلو 17” جنوب مدينة رفح في يوم 7 سبتمبر/أيلول 2015.
23- مقتل شاب من قبيلة “السواركة” أُطلق عليه الرصاص الحي في قرية “الروضة”، من قِبل قوات الجيش المصري، بعد تعذيبه، وذلك بمركز بئر العبد أثناء عملية “حق الشهيد” 7 سبتمبر/أيلول 2015.
24- “أنور سليم لباد مهاوش”، 25 عامًا، من سكان قرية “الشلاق” غرب مدينة الشيخ زويد تم تصفيته في منزله على يد قوات الجيش المصري يوم 17 سبتمبر 2015.
25-26 السيدة “هبة فرج”، 28 عامًا، ووالدتها السيدة “واضحة سالم”، قتلن نتيجة قصف الجيش المصري لمنزلهن بقذيفة مدفعية “دانة” في منطقة “الشهاوين” جنوب مدينة الشيخ زويد في يوم 10 سبتمبر/أيلول 2015.
27-28- “أحمد عيد العكور”، 37 عامًا، و”محمد سليم العكور” قتلا نتيجة قصف مدفعي عشوائي من الجيش المصري على منطقة “العكور” جنوب مدينة “الشيخ زويد” يوم 10 سبتمبر/أيلول 2015.
29- “عماد محمود سليمان أبومرزوقة” تم تصفيته بسجن العازولي العسكري بمحافظة الإسماعيلية عقب اعتقاله بشهر من منزله الكائن بمدينة “بئر العبد” يوم 11 سبتمبر/أيلول 2015.
30- “إسماعيل سالم مسلم” 65 عامًا، من قرية “الشلاق” غرب مدينة الشيخ زويد قُتل نتيجة قصف الجيش المصري لمنزله يوم 14 سبتمبر/أيلول 2015.
31- مقتل الطفل “أحمد عمر سالم”، 3 سنوات، وإصابة شقيقه وشقيقته وذلك نتيجة إستهداف طائرات f16 التابعة للجيش المصري لمنزلهم في منطقة “خريزة” بوسط سيناء يوم 7 سبتمبر/أيلول 2015.
32- “أسماء السيد محمد القواسمة”، 14 عامًا، من قبيلة الرياشات قتلت نتيجة رصاص عشوائي أطلقه جنود الجيش المصري على منطقتهم في منطقة “السدرة” جنوب مدينة الشيخ زويد يوم 7 سبتمبر/أيلول 2015 .
فضلًا عن ذلك، فقد وثقت منظمة “هيومن رايتس مونيتور” قام مسلحون متشددون بقتل 3 أفراد من أسرة واحدة إثر إنفجار سيارة مفخخة كانت تستهدف رتلاً عسكرياً، كما تضرر منزلهم من قوة الإنفجار، وذلك بمنطقة “الماسورة” غرب مدينة رفح، وهم “سعيد عوض حسين”، 61 عامًا، ونجلاه كريم، 4 سنوات، ورويدا، 7 سنوات، لقوا مصرعهم نتيجة إنفجار سيارة مفخخة بجوار منزلهم، والتي كانت معدة للهجوم علي رتل عسكري تابع لقوات الجيش يوم 11 سبتمبر/أيلول 2015.
كما قام مسلحون بعمليات قتل مباشر لمواطنين مدنيين بدعوى تعاونهم مع قوات الجيش المصري وإمدادهم بمعلومات عن تحركاتهم، وهم المواطن “راشد أبو رقية”، أحد كبار قبيلة “الفواخرية”، أكبر عائلات مدينة “العريش” قُتل إثر إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين أمام منزله 14 سبتمبر/أيلول 2015.
كما وثقت “هيومن رايتس مونيتور” عملية قتل مسلحين موظفًا بمديرية أمن شمال سيناء أمام منزله في حي “الصفا” جنوب مدينة العريش ويدعى “السيد شعبان عبد العال” يوم 9 سبتمبر/أيلول 2015.
كما وثقت المنظمة مذبحة حدثت بحق مجموعة من المواطنين بمنطقة “خريزة” وسط سيناء، حيث قام مسلحون مجهولون (*أرجع بعض الأهالي هويتهم لمتعاونين مصريين مع جهاز المخابرات الإسرائيلي “موساد”)، ولكن لم تعلن أي جماعة أو قوة مسئوليتها عن الحادث، حيث قُتل 13 شخص بعد هجوم مسلح على عرس بالمنطقة المذكورة في يوم 14 سبتمبر/أيلول 2015.
وبذلك، تصل حصيلة السيدات اللاتي تم قتلهن على يد قوات الجيش المصري 8 سيدات، بينما كان عدد الأطفال الذين قضوا خلال عمليات عسكرية متنوعة بمناطق متفرقة بسيناء 7 أطفال، ووصل عدد المواطنين الذين تمت تصفيتهم بعد اعتقالهم على يد قوات الجيش المصري 5 مواطنين.
وكان قد أعلن المتحدث باسم الجيش المصري في بيانات منسوبة له وبشكل مُنفصِل في 15 بيان نُشرِوا بشكل يومي (بنسبة بيان واحد في اليوم منذُ بدء العملية)، أن القوات المشتركة بالعملية تمكنت من قتل 535 شخص، واعتقال 578 شخص، ممن وصفهم المتحدث بـ “الإرهابيين”، دون أن يكشف عن هوية أو أسماء أو أوقات أو حتى أسباب قتلهم واعتقالهم، كما أعلن أنّ عملية “حق الشهيد” ستنتقل من مدينتي الشيخ زويد ورفح إلى مدينة العريش التي تبعد عن المدينتين حوالي 40 كم غربًا، عقب عيد الأضحى.
وقد ذكر المتحدث العسكري الرسمي في بيان عام، أن القوات أحكمت السيطرة على المدينتين وقضت على كم كبير من أوكار ومخازن متفجرات تخص من وصفهم بـ “الإرهابيين”، ولم يتطرق أن مدينة رفح وقرى جنوب رفح والشيخ زويد تم قصفها، في وقتٍ سابق، بواسطة آليات وطائرات الجيش المصري أثناء حملات دهم عشوائية بالمنطقة، وتم تهجير أهلها قسرًا بعد جني أرواح المئات من أهالِ المنطقة دون أن يذكر ذلك بيان المتحدث العسكري.
وبناءً على توثيقات منظمة “هيومن رايتس مونيتور” لحالات القتل خارج إطار القانون والإخفاء القسري لعددٍ من أهالِ مدنيتي الشيخ زويد ورفح (حيث مكان العملية الأمنية)، فإنّ قوات الأمن المصري (جيش، وشرطة) ارتكبت جرائم أقرب توصيف بكونها “جرائم حرب”، والتي لا تسقط بالتقادم، مُنتهكين بذلك جميع القوانين الدولية والمحلية وإعلانات حقوق الإنسان الدولية، كالمادة التاسعة من الإعلان الدولي لحقوق الإنسان التي تنص على أنه لا يجوز اعتقال شخص أو نفيه أو إخفائه قسرًا وتعسفيًا دون ثبوت ضلوعه بتهمة ما، وصدور تصاريح تفيد اعتقاله أو ضبطه، وكذلك المادة الخامسة من الإعلان نفسه، والتي تنص على أنه لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة.
وفي ظل انتهاكات قوات الأمن المصري، التي تتزايد بمرور الوقت، بحق المواطنين المدنيين الأبرياء بسيناء، فإن مُنظمة “هيومن رايتس مونيتور” تطالب مجلس الأمن والمقرر الخاص بالقتل خارج إطار القانون بلجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بإرسال وفد لتقصي حقيقة الوضع الحالي الذي يحدث بسيناء، وللوقوف على جريمة الإبادة الجماعية والتصفية العرقية والتهجير القسري الغير معلن، التي تمت وستبدأ بمكان آخر للتحقيق في قتل المدنيين العُزّل على أيدي السلطات الأمنية المصرية.
كما تُطالب المنظمة بفتح ملف انتهاكات حقوق الإنسان في مصر لدى مجلس الأمن وإحالته للمحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم بما يوافق القانون الجنائي الدولي.
التعليقات