دخلت المعتقلتان رشا منير وشقيقتها هند منير في إضرابٍ مفتوحٍ عن الطعام في 8 أغسطس 2014 وحتى الآن، لتكملا 100 يوم من الإضراب الجزئي عن الطعام، وذلك اعتراضًا على الحكم الصادر بحقهما في 6 أغسطس الماضي بالسجن المؤبد، 25 سنة, حضوريًا بعد اتهامهما في القضية رقم 12018/468 لسنة 2013 جنايات حدائق القبة، بحيازة 11 طلقة خرطوش، وحيازة منشورات، دون وجود أية أحراز في القضية.
اعتقلت قوات الجيش والشرطة الاختين رشا وهند منير عبدالوهاب علي نصر من كمين بمنطقة حدائق القبة في 16 اغسطس من العام الماضي في أحداث رمسيسس الثانية بعد مجزرة فض رابعة العدوية والنهضة بيومين وبقيا في السجن لاكثر من عام وثلاثة أشهر وحتى هذه اللحظة.
“توفي زوج رشا , البالغة من العمر 31 عامًا، أثناء انتظاره في طابور لزيارتها في السجن، في يوم 5 أبريل الماضي، وترك طفلتيهما بسملة 8, سنوات، و ملك 6 سنوات، بلا أب أو أم.
تعرضت المعتقلة رشا للسب والضرب المبرح الأمر الذي أدى إلى تكسير أسنانها، في قسم شرطة حدايق القبة، الذي قضت فيه شهرا ونصف، كما تعرضت للتهديد مرات متعددة، بـ”الإغتصاب”، في حال عدم اعترافها على التهم الملفقة إليها، وكان التعذيب بشكل يومي وممنهج، بحقها هي وشققيتها.
تم ترحيلهما إلى سجن القناطر، وتعرضتا للضرب المبرح، والتعذيب يوم 10 يونيو الماضي، على يد الجنائيات، وقوات فض الشغب، والسجانات. بينما كانت ظروف سجنهما صعبة للغاية حيث كانت زنزانهما مليئة بالحشرات والديدان، والثعابيين أيضا, فضلًا عن أن مياه الشرب في السجن ملوثة للغاية وغير صالحة للشرب.
أكدت والدة المعتقلتين، على تدهور الحالة الصحية لابنتها رشا التي كانت تعاني في صغرها من ارتخاء الصمام المترالي في القلب، والذي يتطلب رعاية خاصة لها وقد تأثرت في السجن بشدة نتيجة التعذيب، وتعرضت لارتجاع في الدم من الصمام المترالي بالقلب.
أما هند ذات 34 عاما والأم لولد وبنتين فقد نالت حصة أكبر من التعذيب، وذلك بعد أن قالت للعساكر والضباط الذين يقومون بتعذيبهم، بأن يضروبوها هي بدلا عن أختها المريضة بالقلب، والتي قد يؤدي التعذيب لوفاتها. أدى اعتقال هند في ظروف غير آدمية أو صحية الى تدهور وظائف الكلي ومعاناتها من الام شديدة بها بدون تلقي أي رعاية طبية في السجن.
أثر الاعتقال الوالدتين على أطفالهما بشدة حيث اصيبوا بحالات نفسية أدت إلى التبول اللا إرادي خلال اليوم, كما يعاني أهل المعتقلتين من الإهانة والمعاملة السيئة أثناء الزيارة بسبب إضراب المعتقليتين عن الطعام , فيما يمنع دخول كثير من المستلزمات التي تحضرها الأسرة من الملابس والاطعمة والأدوية أيضا.
جدير بالذكر تقديم محامين المعتقلتين نقضًا عقب صدور الحكم، ولم يتم البت فيه حتى الآن، أو تحديد جلسة لنظره، وهو مايعد مخالفة صريحة لقوانين حقوق الإنسان، حيث تنص المادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على الحق في المحاكمة العادلة دون تمييز.
وتندد “هيومان رايتس مونتير بالمعاملة السيئة التي تعرضوا لها، حيث خالفت السلطات المصرية نصوص المواد 7، 9،10، من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية مناهضة التعذيب وكذلك القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة المساجين.
وتناشد المنظمة الأمم المتحدة بالتدخل السريع مع السلطات المصرية للإفراج عن المعتقلتين، خاصةً بعد تدهور وضعههما الصحي والنفسي داخل المعتقل، وتعرضهما للتعذيب والإهانة وعدم وجود أي أدلة ضدهما.
كما تعبر المنظمة عن قلقها ازاء الوضع الصحي المتدهور للمعتقلتين خاصةً بعد دخولهما في الإضراب وعدم تلقيهما أي رعاية طبية وتطالب بتوفير الرعاية الصحية الازمة والسريعة لهما.
التعليقات