كنت ذاهبا لشراء مياه من كافتريا السجن . و كان يجلس بجوار الكافتيريا الامين فتحي امين شرطه . و بجواره زجاجات عصائر و مياه و اشياء كثير يجمعها من كل سجين يشتري من الكافيتريا !!
فتجاهلته بعدما انتهيت من الشراء فاذا به يناديني قائلا .انت مش شايفني ياض يا ابن الو ، قلت له و انا احاول الأ اصفعه علي وجهه . كلمني باحترام أنا صحفي. فاذا به ينادي المخبرين و يقول لهم عايزين نعامل سياده الصحفي باحترام .فاذا بعصيهم و ايديهم تنهال علي ضربا حتي وقعت علي الأرض و وقعت المياه و تذاكر الشراء .فركلوني بأرجلهم و كانهم مستوطنين ينتقمون من فلسطيني .. و بعد أن تعبوا من الضرب و توقفوا أخذ الامين فتحي التذاكر و فتح زجاجات المياه و افرغها علي الأرض وهو يقول أنا كنت هاخد حاجات بسيطه يا عم الصحفي بس و حياه أمك هاخد التذاكر و اوزعها علي المخبرين.
فقلت له و انا اتوجع من الضرب و حياه امي لارفع عليك قضيه .. بعد ان رجعت الي الزنزانه و غلقت عليا الابواب جاء شاويش الدور و اخبرني أن ضابط المباحث شريف باشا طلبني للتحقيق فذهبت معه إلي المكتب و كان الأمين فتحي ينتظرني خارج المكتب و قال الي ساخرا اهلا بعم الصحفي فلم ارد .
سحبني الي المكتب و فتح الباب و امرني ان اخلع نعلي و كأني سادخل الي الواد المقدس طوي فرفضت ان اخلع الحذاء . فقال الظابط سيبه يا فتحي يدخل بالشبشب ..ثم قال الظابط احكي اللي حصل يا فتحي فحكي له كل شئ بصراحه وقحه . وكأن البلطجه و الاتاوه و الضرب قوانين حتمه يجب ان تطبق علي السجناء . فقال الظابط انت غلطان يا فتحي و هو عنده حق .. ظننت أنه سيعاقبه مثلا لانه فعل كل هذا ..و لكن فوجيت بالضابط يكتب علي تذكرتي الشخصيه اني رفضت دخول الزنزانه بعد انتهاء التريض و اني امتنع عنها التمام .. ثم أمر الامين فتحي بان يدخلني التاديب 3 ايام ..فابتسم المتسوطن الصهيوني الامين فتحي ابتسامه ممزوجه بالمرض النفسي الواضح علي وجهه!!
ثم عرضني علي الطبيب فنظر لي الطبيب و قال كويس كويس إشاره إلي دخولي التأديب دون خوف من موتي !! ثم سحبني الصهيوني فتحي إلي عنبر .أ. عنبر الجنائيين حيث التأديب و أدخلني زنزانه انفرادي مفصله علي جسد الانسان بالتفصيل عن حيث الطول و العرض !!لا يوجد بها اي مكان للتهاويه سوئ دائره صغيره جدا في باب الزنزانه و لا يوجدبها إضاءه مستحيل أن تري شئ إلا إذا فتح الباب و بعد قليل فتح الشاويش الزنزانه و اعطاني علبه فارغه لقضاء الحاجه و زجاجه مياه ملوثه و نصف رغيف و قطعه جبنه .
ثم سمعت صوت الصهيوني فتحي و هو يقول انت لسه شفت حاجه يا صحفي في مفاجاه هتعجبك دلوقتي . و بعد قليل جاء الامين ومعه ثلاثه سجناء سجين سياسي و اثنان جنئيان و ادخلهم الزنزانه التي لا تكفي شخص . ادخلهم معي !! كنت لا اصدق ما يحدث مستحيل أن يجلس اثنان في الزنزانه فكيف سيجلس اربعه ؟! جلسنا متلصقين أرجلنا بأيدينا و ندفع فيها رؤوسنا هذا هو الوضع الوحيد الذي يمكننا به الجلوس و اذا تعبنا نقف الفران صوتها مزعج و الحشرات تزحف علي اجسادنا لا ماء و لا طعام و لا نوم و لا هواء و لا دوره مياه !!اقسم اني و عم ربيع الذي يبلغ من العمر 52 عام لم نشرب او نأكل خلا 3 ايام سوي رشفه مياه ملوثه لنستطيع الاستمرار في الحياه .
لم نقضي حاجتنا و لم ناكل و لم ندق طعم النوم و لا كان نعلم ان الوقت نهارا ام ليلا إلا عندما نسمع في اذان الفجر الصلاح خير من النوم . فلم نري أي شئ سوي اللون الاسود وعندما سمعنا أذان الفجر بكا عم ربيع و أقسم انه منذ اكثر من 20 عاما لم يترك صلاه الفجر واحده تحت اي ظرف الا الان !!فالزنزانه بهذا العدد لا يمكن لاحد أن يصلي و لا موضع للسجود او الحركه !! اخبرني أحد الجنائيين أنهم يطلقون علي هذا المكان مكبره الاحياء ,, كنت اسمع صراخ و بكاء قادم من الزنزاين الجاوره و استغاثات لم يسوعها أحد بالاضافه الي اصوات الفران المزعجه !!
و تسائلت يا تري هل رأي المجلس القومي لحقوق الانسان هذه الماكن التي تمارس فيها فتون التعذيب ام رأي ما سمح به الضابط فقط ؟! و تذكرت تصريح محمود بدر بأن الظلم سيرحل بتولي السيسي الرئاسه !! فهل رحل الظلم الان ام العدل الذي رحل ؟!
اننا نحتاج الي ساعه عدل واحده كي يخرج ألاف المعتقلين و يحاسب القتله.. نحتاج الي ساعه واحده كي يحترم المصري و لا يدخل مقبره الاحياء و حتي لا يفرض الامين فتحي اتاوه علي السجناء و يخربهم !! نجتاج الي ساعه عدل واحده حتي يعاقب من اعتقلني و يحوزتي كاميرا و من تعنت في الافراج عني تقديم كل ما يثبت انني مصور صحفي كان يؤدي واجبه فاذا به يلقي في السجن 7 اشهر !!
أحمد جمال زيادة .. مصور صحفي معتقل من 28 .12 .2013
( 13 . 7 . 2014 )
التعليقات