محمود قطب محمد  , 27 سنة , من مدينة ديروط بمحافظة أسيوط , بيعمل محاسب في دوله خليجية , مختفي من يوم 26-8-2014 وأهله لا يعلمون عنه أي شئ من وقت اختفاؤه.

كان أحدهم يزور أخيه بسجن أسيوط فقال : رأيناه في حالة صعبة وثياب رثة , وقال أحد أمناء الشرطة أنه لسه واصل من سجن خارج أسيوط امبارح والدنيا مربوكة جدا في قسم تاني عشانه .

ذهبنا نسأله ايه الوضع بالنسبه له ,قالنا اسمه وبيانته , وقالنا أنه شاف أيام مستحيل كان يتصور أنه يشوفها .. تعذيب جسدي ونفسي لمدة 14 يوم , وحبس في سجن العازولى العسكري ! !

بدأ يحكي الانتهاكات التي تعرض لها .. 

قال أنه كان لسه راجع من السفر في أجازة – الكلام على لسان المعتقل محمود قطب –  وكان بيخلص شقته في القاهرة وبيجهزها , و في يوم 26-8-2014 و أثناء ركوبه في مواصلة عامة , فوجئ على ” جسر السويس ” تحديدا أن الميكروباص اللي كان راكبه وقف , ووقف معاه في نفس الوقت ميكروباص آخر نزل منه ناس لابسين مدني , اعتدوا علي بالضرب المبرح , فضل يسألهم مين هما وعاوزين ايه , لكن الضرب كان بيزيد , اخدوه بعدها لمقر أمن الدولة في لاظوغلي , وبدأ تعذيبه ..

تعليق من اليدين , ضرب بشكل جنوني , دي كانت البداية في اليوم الأول اللي كان من أوله لآخره تحقيق وتعذيب , قالنا إنهم فضلوا يقولوله اعترف اعترف , يقولهم اعترف على أيه , يقولوله مين باعتك , أنت ليه جاي مصر !

طيب مين باعتني من فين , يقولوله منعرفش قول أنت , يقولهم معرفش محدش باعتني , فيزيد التعذيب ..

في اليوم التاني كان التعذيب موقفش للحظة واحدة , ونتيجة التعليق من ايديه طول الفترة دي , كان محمود أجرى عملية في ظهره , العملية جرحها اتفتح , ولما اشتكى للي كان بيعذبه انه جرح العملية اتفتح وانه هايموت من الألم , قاموا استغلوا الأمر و بدأوا في مرحلة جديدة من التعذيب وهي الصعق بالكهربا وخاصة في موضع الجرح !

يوم كامل من الضرب المبرح والكهربا بشكل جنوني , عشان يعترف على حاجة هو مش عارفها , اضطر يقولهم خلاص , نزلوني بس ووقفوا ده كله وانا هاعترف , هاعترف باللي تقولوا عليه !

قالهم شوية حاجات مختلقه عشان يخلص نفسه , لأنه فعلا ميعرفش حد ومعملش حاجة غير انه كان نازل رايح للراجل بتاع الرخام اللي بيشطب شقته !
وقص عليا ما مر به فقد ظل التعذيب مستمر في لاظوغلي لمدة 4 أيام متواصلة بدون رحمة , وفي الرابع اترحل لسجن العازولي العسكري , وبدأ تعذيب من نوع آخر !

من أول يوم لدخول محمود سجن العازولي ولمدة 10 أيام , كانوا بينزلوه يوميا في أقبية كده , يقعدوه وسط عنابر التعذيب , ويقولوله دي عنابر الإخوان بتوع الاسماعيلية وسينا , يقعد يسمع في أصوات الصراخ والاستغاثات لمدة 8 ساعات يوميا عشان يدمروا نفسيته , في الفترة دي كان محمود جاله دكتور عشان يعالجه تمام من آثار التعذيب , ايديه كان مملخة بسبب التعليق 4 أيام , وظهره كان مليان صديد بسبب الجرح اتفتح وصعقه بالكهربا في موضع الجرح , غير كدمات في وجهة وكل جسده .

فضل محمود طول الفترة دي محبوس , او ممكن نقول مخطوف ومودع بسجن العازولي بدون تحقيق نيابة أو تهم موجهة ليه .. قرروا امبارح فقط , بعد مرور شهرين انهم يرجعوه أسيوط بملف قضية تودي ورا الشمس !

كتب في المحضر أنه تم اعتقاله إمبارح بالليل من كمين , وموجهين ليه تهم الانضمام لجماعة ” أنصار بيت المقدس ” و ” أجناد الشام ” , محاولة اغتيال ظابط أمن دولة , و تلقي تدريبات عسكرية بالخارج !!

وقررت نيابة شمال أسيوط الكلية حبسه 15 يوم على ذمة التحقيق , وترحيله لقسم شرطة ديروط

وتستنكر منظمة إنسان للحقوق والحريات طرق الاختفاء القسري وعدم تبليغ الأهل كحق للمعتقل في أصحاب محام له ، ناهيكم عن طرق التعذيب البشعة التي يمارسها النظام ضد المعتقلين لاعترافهم بتهم لم يفعلوها فقط ليتجنبوا التعذيب