المحافظةالشرقية
التاريخ30 أغسطس 2013
أن تكون انساناً يعنى أن تملك الحرية والكرامة ولديك قانون في بلدك يحميك وتتمتع به ومن حقك أن تطالب بحقك إذا انتهك حق من حقوقك الانسانية أو المدنية أو غيرهما.. ولكن ظل ترصده في منظمة إنسان للحقوق والحريات من انتهاكات جسيمة في حقوق المدنيين نجد مسلسل مستمر من الاعتقالات التعسفية في حق الآلاف من أبناء المجتمع المصري.
نسلط الضوء اليوم على المعتقل محمد طلعت مهدي محمد – ولد في قرية الهيصمية التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية في الأول من فبراير عام ألف وتسعمائة ثمانية وثمانين ، فهو يناهز السبعة وعشرين عاماً – التحق محمد بالتعليم الأزهري والذى تفوق فيه على مر المراحل التعليمية حتى التحق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية قسم الشريعة الإسلامية فرع الديدامون بفاقوس شرقية ليتخرج منها في عام ألفين وثلاثة عشر م.
يشهد الجميع لمحمد بالأخلاق العالية وبمساعدة الغير وببره لوالديه الذى كانا يعتمدا عليه اعتماداً كلياً – كما روت أخته عنه – والتي أضافت أن محمد طلعت مهدي كان يسعى لخدمة المواطنين من أبناء قريته حيث كان أقام مشروع لمكافحة غلاء الأسعار من خلال بيع المنتجات الاستهلاكية بأقل الأسعار للمواطنين
واقعة الاعتقال
-تروي أخته قائلة خرج محمد يوم 30اغسطس 2013 لزيارة خالته وأثناء سيره بإحدى الشوارع الجانبية المؤدية لبيت خالته حتى وصل إلى ما بين قهوتين ليقوم له أحد الرجال والذى علمنا فيما بعد أنه رجل أمن بزي مدني وقال له نصاً ” ولاه ..انت جاى لمين ياض يابن…طلع بطاقتك ياض يابن..” كما روى محمد لأسرته ف أول زياره له – وانهال عليه بالسب والضرب المبرح هو ومن معه من أفراد أمن بزي مدني كانت تملأ القهوتين ، وظل محمد طلعت مهدي يقول لهم أنه جاء لخالته وينادى عليها والتي كانت في تلك المنطقة ولكنهم لم يستجيبوا لندائه.
وتوضح أخته الانتهاكات التي تعرض لها محمد : أبرحوا محمد ضربا حتى أصيب بجرح غائر في رأسه إثر ضربه بآلة حادة (ماسروة حديدية) جعلته ينزف بشدة حتى أغرقت ملابسه بالدماء وتملأ جسده الكدمات .. ثم تم سحله إلى مدخل إحدى البنايات السكنية ، ليكملوا ضربه بكل شدة وكلما مر أحد بالشارع انهالوا عليه ضربا دون سبب يذكر. ومن حاول المقاومة أو رفع يده يحمى بها عن نفسه قطعوها له بما يحملوه من أسلحة بيضاء ، ثم سحل محمد من تلك البناية السكنية “بشارع النائب بقسم النظام بالزقازيق “حتى قسم أول الزقازيق .
ورى محمد لمحاميه قائلا أنه في قسم أو الزقازيق تلقى سلسلة جديدة من التعذيب بالقسم والمسماة ب”حفلة تشريف واستقبال و تم وضعي في زنزانة مظلمة لا يرى منها شيء أبدا ولا يستطيع التقاط أنفاسه لأنه لاوجود منفذ للهواء وظللنا هكذا حتى أتوا بكل من تم اعتقالهم في ذلك اليوم “
ثم أتى اليهم أحد أفراد الأمن ليقول لهم ” من أصيب يخرج ليتم اسعافه “و قد إندهشنا من هذا الأمر وبالفعل خرج أحد المصابين ليتم علاجه ولكن ما لبث أن أتى إلينا جثة هامدة قد ملئت جسده السكاكين وتشريط الأمواس والآلات الحادة بمنظر يشيب له الوجدان وعلمنا أن سيارة الإسعاف بها قوات أمن بزي مدني تقوم بضربهم بدلاً من أسعافهم ، ثم أتى المنادي من جديد لينادي فيهم ” من أصيب يخرج ليتم أسعافه ومن لن يخرج سيتم ترحيله “ولكن خشينا على نفسنا من الخروج وظللنا في الزنزانة وتم ترحيلنا إلى فرق الأمن لنبيت هناك ليلتنا وتم ضربنا وتعذيبنا بشدة وفى الصباح الباكر تم ترحيلنا إلى سجن شبين الكوم العمومي بالمنوفية وهناك تم التعامل معنا بأسلوب وحشى ليس بالآدمي على الاطلاق – على حد قول محمد لمحاميه – وطيلة مدة الاعتقال حيث كانوا يمنعون دخول الأطعمة والملابس والأدوية ، وكانوا يغرقون الغرفة بالمياه ولا نستطيع النوم بها بالإضافة لعدد المعتقلين الكبير .
أيضا لم يكن مسموحاً لنا بالدخول للخلاء مما جعلنا نقضي حاجاتنا بنفس الزنزانة ومن ثم يتم تجفيفها بالمراتب الأسفنجية أو أي أقمشه تتوافر لنا وهو ما أدى بدوره إلى إصابتنا بالعديد من الأمراض وخاصه الجلدية وكانت تقام علينا حفلات التعذيب في أوقات مفاجئة
وجهت لمحمد عده تهم منها ” تجمهر واستعراض القوى – قتل وشروع في قتل – تعطيل وسائل النقل العامة البرية عمدا – اتلاف الأرصفة واتلاف سيارات – حيازة أسلحة نارية – حيازة زخائر – حيازة أسلحة بيضاء ” دبروا التجمهر حيث اشتركوا بالمساعدة التحريض على ارتكاب الجرائم سالفة الذكر
وعن معاناة أهله تقول أخته : أثناء الزيارة يتم تفتيش الزيارات ونلقى المعاملات الوحشية واللاإنسانية ما لا يتحمله انسانا حر أبدا ، ولم نكن نراه إلا من وراء سلك شائك طوال الستة شهور .
وقضى هناك ستة أشهر في سجن شبين الكوم أي نصف عام ليحول لمحكمة الجنايات ولم يتم تحويله هو ومن معه إليها إلا بعد برقيات ومناشدات من أهالي المعتقلين للنائب العام للنظر في قضيتهم التي كانت راكده ولا يبث فيها بأي جلسه سوى التجديد المستمر لهم طيلة تلك المدة وبعد 4 شهور تم تحوليهم للجنايات وبعد اكتمال 6 شهور بالمنوفية تم تحويله ومن معه إلى سجن جمصة شديد الحراسة إمعاناً في التعذيب وزيادة في التنكيل له ولأهله وكل المعتقلين معه .
وتستكمل أخته قائلة : ولا يزال محمد حتى الآن في سجن جمصة وقد أكمل بذلك سنة وتسعة شهور في السجن بدون أى أحكام فالقضية رقم ٢٤١٢/ ٢٠١٣ التى لا يزال يبت بها وتؤجل المرة تلو المرة ، فمرة للنظر والاطلاع وأخرى لسماع الشهود ومرة يؤجلنها لسماع الشهود المرة تلو المرة ،
ومن المفترض أن تعقد له جلسه اليوم الموافق الرابع والعشرين من مايو للعام الفين وخمسة عشر ميلاديا والمؤجله اكثر من مره لسماع الشهود
ولكن كالعاده تم تاجيل الجلسة حتى الثلاثين من يوليو القادم ..
ومن الجدير بالذكر أن محمد يعانى صحياً من أملاح شديدة بالكلى والتهاب حاد بالقولون العصبي وأيضا أمراض جلدية عديدة نتيجة سجنه وارتفاع عدد السجناء في زنزانه واحدة كما عانى محمد من تسوس كامل بجميع أسنانه ولم تسمح له إدارة السجن بالعلاج الصحي بل منعت الأدوية من الدخول له في اهمال صحي واضح حيث تنص المادة 10 من حقوق المحبوسين و المعتقلين و المتحفظ عليهم
من الحقوق المقررة للمحبوسين احتياطياً الحق في العلاج المقرر للمحكوم عليهم كما نص عليه القانون في المواد من 33 إلى 34 ، وتمتعهم برقابة طبية على الأغذية وحق الكشف الطبي عليهم أسبوعيا وعيادتهم يومياً إذا كان مريضاً وحق العلاج في مستشفي السجن أو في أي مستشفي حكومي إذا لم تتوافر لهم أسباب العلاج في السجن وصرف الأدوية اللازمة لعلاجهم بالمجان وخضوعهم للملاحظة الطبية الدائمة وحق زيارته والكشف علية يوميا إذا كان محبوسا انفراديا ونري انه يجب لاستكمال هذا الحق أن يتمتع المحبوس احتياطيا بحق الإفراج الصحي المنصوص علية في المادة ( 36 ) من قانون تنظيم السجون وعدم قصر هذا الحق على المحكوم عليهم فقط وان يخضع المحبوس احتياطيا لذات أحكام هذه المادة إذا أصيب بمرض خطير يهدد حياته للخطر أو يعجزه عجزا كليا .
كما توضح اخته قائلة :- كانت تؤجل الجلسات فى كل مرة بين الجلستين خمسة واربعين يوما(45) ، ولكن هذه المرة تم تاجيل الجلسه سبعة وستون يوما (67) ، قد اوضحت ايضا ان المحامون تقدموا بمذكرة للقاضى اعتراضا على عدم ارسال مديرية أمن الشرقية عربات ترحيلات إلى سجن جمصة كى تحضر المعتقلين لحضور الجلسة وان ذلك الامر تكرر ومتعمد فى كل جلسه كى يتم تأجيل الجلسة فما كان من القاضى الا ان مزق المذكرة وقال ان تكرر هذا الامر فسأعطى المحامين جزاءات وعقابا على ذلك .
هذا وقد طالب المحامون وناشدوا الجهات الحقوقية والاعلامية بالتدخل للتصعيد الاعلامى والحقوقى تجاه مجموعه الـ 71 معتقل بالشرقية والمعتقيلن منذ 30 اغسطس 2013 .. _على حد قولها _
وأضافت :- ان ذلك التأجيل متعمد وهذا التعنت فى التعامل من مديرية الأمن ومن القضاة متعمد وذلك لكى يتم التعتيم الاعلامى والحقوقى على هؤلاء المجموعه وانهم منسيين ولا يسلط عليهم اى ضوء لا من الجهات الاعلامية ولا الحقوقية وهذا متعمد وتخشى ان يكون فى نية هؤلاء شئ ما اتجاه المعتقلين .
وتتطالب بسرعة التدخل من الجهات المختصه والمعنيه وتتطالب جميع المنظمات والجهات الحقوقية والاعلاميه بالتدخل السريع والنشر والكشف عن تلك القضية وتلك المجموعة المعروفة اعلاميا “بمجموعه ال71 ” لانقاذ هؤلاء المعتقلين القابعين خلف اسوار السجون ما يقارب العامين .
وتتسائل اخته قائله : ” فى مصلحة من هذا التعنت الواضح والمتعمد ضد اخى ومجموعه ال71 ؟؟ وماذا ينوى قضاة الانقلاب واداره امن الشرقيه الانقلابيه فعله بتلك المجموعه ؟؟ هل نحن نصدد احكام جائرة جديدة ؟؟ ام ماذا ؟؟
وعن معاناة أسره المعتقل : اوضحت اخته ايضا انه من فتره ليست بالبعيده تم اعتقال احد المحامين الموكيلن فالدفاع عن اخيها والمعتقلين وهو الاستاذ محمد يوسف .. فان كان المحامى يعتقل واخيها معتقل فمن يتولى الدفاع عن المعتقلين الان ؟؟ وقالت ايضا ان ادارة السجن تتعامل بوحشيه تجاه المعتقلين وباسلوب غير ادمى ولا انسانى وان اخيها قد عانى صحيا فالفترة الاخيرة .. وانهم يلقون معامله غير لائقه وغير ادميه اثناء زيارته ويتم اهانتهم واسر المعتقلين بالتفتيش الذاتى المهين ومرة يدخلونهم لرؤيه اخيهم واخرى يمنعونهم بدون وجه حق ويتم الغاء الزيارة لهم بعد اقتطاع تلك المسافة الكبيرة فى السفر وعنائه لزيارة اخيها والتى تستقطع ما يقارب الخمس ساعات سفرا ذهابا وخمس ساعات اخرى ايابا ويقفون فى طوابير طويله حتى يستطيعوا الحجز للزياره وطوابير اخرى فالانتظار حتى ينادى على اسم المعتقل ويدخلون لزيارته وذلك تحت اشعه الشمس العمودية الحارقة .
بالاضافه الى ان ادارة السجن قد اغرقت الارض بالمياه مما لا يسمح لهم بالجلوس للانتظار ومما يفسد الطعام الذى جلبوه للزياره بسبب الشمس والمياه ، حاملين حقيبه الزياره ومنتظرين الدخول ومرة ياتى اليهم احد افراد الامن ليرجعهم الى صاله الانتظار بالساعات واخرى ليخرجهم لطابور الانتظار والاهالى مشتتون بين هذا وذاك ويتحملون من العناء والاهانه مالا يقبله انسان ادمى وحر على نفسه ابدا وفالنهاية يأتى الظابط ليلغى لهم الزياره بكل بساطه وذلك لانه يرى هذا حسب مزاجه ورايه .
هذا وقد حملت اخته رئيس الدولة ووزير الداخلية ومدير مصلحة السجون والنائب العام ومدير سجن جمصه المسؤلية الكامله عن سلامه وامن اخيها وكل معتقلى المجموعه 71 وتطالب بالتدخل الفورى والسريع للافراج عنهم وتعويضهم عن كل الاضرار النفسية والجسدية والصحية التى لحقت بهم نتيجه كل تلك المدة من الحبس الاحتياطى داخل السجن .
