في أزهي عصور الإنسانية وفي اوج ازدهارها، تقبع الحقوق الانسانية خلف أعتي الزنازين القمعية، وقد يواريها الثري قتلاً، فإنسانيتنا في مصر الآن في غياهب المعتقلات تهان وتباد دون أي خجل، دون أي احترام لأقل معاني الإنسانية أو مفارقة بين عالم وفاسد، دون احترام لأي قامة علمية رفيعة، فكان من أقل مهام القانون أن يدافع عن الحقوق الطبيعية لأي إنسان حتي لا يصل الحال إلي الهمجية والانفلات لكي يأخذ كل فرد بحقه في هذا الوطن .

فنجد علماء مصر قبعوا وعذبوا داخل السجون المصرية فمعنا دكتور جامعي هنا يعاني مما يعانيه بقية الزملاء في هذا الوطن من اعتقال تعسفي ومن النماذج التي تم ايذاءها وبشدة دون وجه حق لمجرد اختلاف الرأي عن السلطات الحاكمة مع أنه من المفترض من أبسط الحقوق الإنسانية حرية الرأي والفكر والتعبير.

الدكتور ” محمد سعد عبدالخالق سرية ” الأستاذ المساعد بقسم الكيمياء الحيوية بكلية الطب بجامعة المنصورة،من مواليد محافظة الدقهلية حصل علي الدكتوراة من اليابان وقام بالعمل سنتين في الولايات المتحدة الأمريكية بعد حصوله علي الدكتوراه .

وبالتواصل مع زوجته -علمنا أنهم يقيموا حالياً في فرنسا منذ احدى عشر سنه وقد عمل liver transplant فى فرنسا 2007 عاد من فرنسا منذ اسابيع فرحان وكله امل يخدم وطنه.

تم اعتقال الدكتور محمد سعد في يوم الخميس الموافق 30 من شهر أكتوبر لعام 2014 من داخل حرم جامعة المنصورة أثناء مرور تظاهرة طلابية داخل الحرم، حيث يروي بعض تفاصيل اعتقاله وملابساتها الدكتور “أحمد عبدالباسط محمد” :

وتم عرض الدكتور محمد في اليوم التالي لاعتقاله علي النيابة ، كان قرار النيابة الحبس لمدة 15 يوماً علي ذمة التحقيقات، حيث كانت التهم الموجهة إليه كالتالي:
1-قيادة مظاهرات الإخوان والتحريض علي العنف
2- رصد قوات الأمن وتصويرهم
وتعرضه لانتهاكات عدة منها:
-حرمانه من ممارسة عمله داخل الجامعة بحرية تامة
-اعتقاله من داخل الحرم الجمعي بدون أي داعٍ
-عرضه علي النيابة بتهم مستحدثة عارية من الصحة
-تصويره بأحراز مستحدثة مع مجموعة الطلاب المعتقلين وعرض الصورة علي الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية.

وتذكر زوجته أن الحالة الصحية لـ”د.محمد” متدهورة بشدة, حيث قام بإجراء عملية زراعة كبد في عام 2007 مما أدي لتدهور الحالة الصحية للدكتور منذ اعتقاله بشكل ملحوظ فهو بحاجة لرعاية خاصة تفتقدها مستشفى السجن، كما ترفض إدارة السجن السماح بعلاجه بإحدى المستشفيات خارجها، وتتعنت في إدخال الأدوية الخاصة به مما يعرض حياته لخطرِ شديد.ويتم ارسال علاجه من فرنسا كما أوضحت زوجته لنا وارسلت تقريرا صحيا على ايميل المنظمة باللغة الفرنسية يثبت حالته الصحية .

وفي يوم الأحد الموافق 19 من مارس لعام 2015 قررت المحكمة العسكرية بسندوب بالمنصورة، تأجيل محاكمة أحد عشر طالبًا بجامعة المنصورة من بينهم طالبة، بالإضافة إلى أستاذ مساعد بكلية الطب لـ 24 من مارس عام 2015 لكل من: (“عبد الرحمن عبد العظيم شهيب “- كلية التمريض، “إبراهيم أحمد إبراهيم الكاتب” – كلية الهندسة، “يحيى محمد مسعد عقل” – كلية التجارة، “هبة إبراهيم قشطة” – كلية التجارة إنجليزي، “د. محمد سعد سرية” الأستاذ المساعد بقسم الكيمياء الحيوية بكلية طب المنصورة الذي تم اتهامه بمحاولته تصوير الأحداث بهاتفه) وتم تأجيل جلسة محاكمتهم إلي جلسة الأربعاء 1يوليو لعام 2015 لفك الأحراز وسماع شهود النفي.

ويذكر أنه تم يوم الأحد 19 من إبريل لعام 2015 تم الاعتداء علي “د. محمد سعد سريه” من قِبل “الضابط محمود عامر”، حيث قام الضابط بسب وإهانت الدكتور محمد ومن ثم صفعه بالقلم على وجهه، مما أدي إلي سقوط”د.محمد” على ظهره مغشيا عليه، تم ذلك أثناء ترحيله من سجن ميت سلسيل الى سجن منية النصر.

وتطالب أسرة الدكتور محمد من خلال منظمة إنسان للحقوق والحريات كل من نادي بحقوق الإنسان بدءاً من الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية بالتدخل لوقف تلك الانتهاكات المتلاحقة بمعتقلهم وبكثير من المعتقلين ومن الأسر المصرية التي علي شاكلتها، وتطالب السلطات المصرية بضرورة الافراج عنه ليلتحق بأسرته في فرنسا وضرورة الالتزام بالمواد الدستورية .

فالمادة (57) من الدستور المصري تنص علي ان:
كل اعتداء علي الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للمواطنين وغيرها من الحقوق والحريات العامة التي يكفلها الدستور والقانون جريمة لا تسقط الدعوي الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم – وتكفل الدولة تعويضاً عادلاً لمن وقع عليه الاعتداء.