نصت المبادئ الأساسية لاستخدام القوة والأسلحة النارية من جانب الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون، التي اعتمدها مؤتمر الأمم المتحدة الثامن لمنع الجريمة ومعاملة الجناة،بهافانا ، كوبا فى الفترة من 27 من شهرأغسطس – 7 سبتمبر1990 فى مقدمتها على أن ” دور المؤسسات الأمنية هو حماية حقوق المواطنين في الحياة والحرية والأمن ” كما ينبغي التعامل مع أي اندلاع عنف بشكل منعزل عن طريق الاعتقال والملاحقة القضائية بدلا من اللجوء إلى العنف ، لكن ما حدث فى الرابع عشر من أغسطس عام 2013 فى استخدام القوة المفرطه مخالفة صريحه لما سبق .
ضحية مصرية أخرى عبد الرحمن خالد محمد الديب مواطن مصري مواليد 5- 1- 1989ميلاديا ، والمقيم بمدينة ميت غمر محافظة الدقهلية شمال شرق القاهرة يعمل عبدالرحمن كطبيب أسنان بمستشفى ميت غمر العام ، تخرج فى كلية طب الأسنان جامعة طنطا وسط الدلتا 2010م ، وحصل على جائزة الأدب القصصي بجامعة طنطا ، كما تم انتخابه “أمين الخريجين” لدفعته .
قتل عبد الرحمن أثناء فض اعتصام رابعة العدوية يوم الأربعاء الموافق 14 أغسطس عام 2013 برصاص من قوات الأمن والجيش المصري ، و الذي كان متواجداً فيه بعد أن كان واثقاً بحقه في الاعتصام و إبداء رأيه حيث أن الأدوات الإقليمية لحقوق الإنسان تؤكد على هذا الحق و أنه لا تصح لأي دولة أن تضع عراقيل في سبيل حرية التجمع إلا إن كان هناك مبررات مقنعة لذلك .
ويقول زميله عمر علي زين الدين: كانت معرفتي به عن طريق الفيس بوك بعد الثورة ، وبعد تخرجه جاء تكليفه في مدينة أسيوط والتقيت به وأخذته في جولة في مدينة أسيوط ، كان خلوقا طيب القلب عزيز النفس حتى أنه واجهته بعض المشاكل في إجراءات تعيينه فلم يطلب المساعدة ، كان من المرابطين في كل مواطن الثورة من أولها في ميدان التحرير مرورا بمحمد محمود و انتهاءً باعتصام رابعة العدوية وكان طبيبا بالمستشفى الميداني في كل هذه الميادين ، عندما تراه تشعر فعلا أنه شهيد -بدون مبالغة- وجهه بشوش و مبتسم دوما و الفكاهة ترافقه دوما حتى في أحلك المواقف.
تعتبر حادثة وفاة عبد الرحمن قتل خارج القانون ، وتصنف كجريمة من منظور حقوق الإنسان ، والذي يتوجب التصدي له وفقا للقانون ومحاسبة الجاني وتشير إلي ذلك المادة 230:- كل من قتل نفسا عمدا مع سبق الإصرار والترصد يعاقب بالإعدام .
ترجع واقعة وفاته لأحداث فض اعتصام رابعة العدوية من قبل قوات الأمن والجيش المصري حيث تم قتل المئات في هذا اليوم من بينهم عبد الرحمن ، جاء تصريح الدفن لعبدالرحمن فى يوم الخميس 15 من اغسطس لعام 2013 بدون سبب واضح للوفاة وظلل مكانه بالقلم ” شخبطه ” مما يبين حجم الإهمال الجسيم فى إثبات حالة الوفاة وايضاح أسبابها رغم وجود الجثمان بمشرحه زينهم بالقاهرة ووثق تاريخ وفاة عبدالرحمن فى الرابع عشر من شهر اغسطس .
وتطالب منظمة إنسان السلطات المصرية بضرورة التحقيق في تلك الواقعة بحيادية تامة وأن تتولي النيابة مباشرة التحقيقات لوقف نزيف الدماء في الشوارع المصرية ومعاقبة المذنب .