أطفال سيناء، لم يَكُن التهجير القسري فقط خطرًا يواجه مستقبلهم المُبهم الغير معلوم، فقذائف آليات وطائرات الجيش المصري تعمل جاهدة على حصد أرواحهم كُل يوم دون رادع، مجازر تكررت النسبة الأكبر من ضحاياها كانوا أطفال، لمَّ لا وهم مدينون بهويتهم السيناوية، التي لم تعد تُشكل إلا خطرًا على حياتهم وذويهم.
قام “المرصد السيناوي لحقوق الإنسان”، من خلال فريق الرصد والتوثيق المعني بجمع معلومات عن حقوق الإنسان المنتهكة والمسلوبة بسيناء ميدانيًا، بتوثيق عدد (86) طفلًا قضوا في وقائع مختلفة جرت خلال العامين الماضيين في مناطق متفرقة شرق سيناء، على يد قوات الجيش المصري، التي تعمدت قصف منازل المدنيين العُزّل غير آبهة بساكنيها وبطريقة عنيفة وعشوائية، فعمليات القتل تمت بقصف مدفعي من إرتكازات قوات الجيش المنتشرة بالمنطقة، أو من طائرات حربية تابعة أيضًا لقوات الجيش المصري، بوقائع مختلفة.
كما رصد الفريق المعني بالتوثيق في “المرصد السيناوي”، من توثيق 4 حالات إختفاء قسري بحق أطفال دون الثامنة عشر أبرزهم الطفل “أحمد عودة” الذي أختطف مع 16 آخرين من منطقة “الوادي الأخضر – الخروبة – مدينة الشيخ زويد – شمال سيناء”، عقب آدائهم صلاة الفجر منذ ما يزيد عن العامين، وكذلك الطفل “أنس بدوي”، المختفي بمقر عسكري بحسب ما ورد في شكوى ذويه “للمرصد السيناوي” في وقتِ سابق، بجانب من فقدوا والديهم في حرب قوات الجيش المصري مع المسلحين، حرب الخاسر الأوحد فيها هو المواطن الأعزل.
وذلك بما يتنافى مع المادة الثانية بفقرتيها 1، 2 من الإتفاقية الدولية لحقوق الطفل والموقعة عليها الدولة المصرية والتي تنص على “1. تحترم الدول الأطراف الحقوق الموضحة في هذه الاتفاقية وتضمنها لكل طفل يخضع لولايتها دون أي نوع من أنواع التمييز، بغض النظر عن عنصر الطفل أو والديه أو الوصي القانوني عليه أو لونهم أو جنسهم أو لغتهم أو دينهم أو رأيهم السياسي أو غيره أو أصلهم القومي أو الإثني أو الاجتماعي، أو ثروتهم، أو عجزهم، أو مولدهم، أو أي وضع آخر”.
ويُطالب “المرصد السيناوي لحقوق الإنسان”، السلطات المصرية توفير سُبل الأمن والآمان للأطفال والمدنيين بسيناء، كذلك البحث والتحقيق في وقائع مقتل الـ86 طفل ((أو مايزيد)) ومحاسبة المتسببين في حرمانهم حقهم بالحياة.
كما يُطالب “المرصد السيناوي”، المقرر الخاص بالقتل خارج إطار القانون بالأمم المتحدة، إرسال وفد تقصي حقائق للوضع ميدانيًا داخل سيناء، وتقديم المتسببين لما آلت إليه سيناء لمحاكمة دولية عاجلة.
*ملحوظة 1- التوثيق قام به فريق الرصد والتوثيق بالمرصد السيناوي لحقوق الإنسان.
*ملحوظة 2- التوثيقات تم تفريدها بالأسماء والوقائع خلال العاميين الماضيين من خلال تقارير نُشرت على صفحة “المرصد السيناوي”.
*ملحوظة 3- هذه الإحصائيات لما تم توثيقه فقط.
التعليقات