إن الاعتراف بالكرامة الأصيلة لجميع أعضاء الأسرة البشرية وحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم ، ولما كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلي أعمال همجية آذت الضمير الإنساني فلم تكتف السلطات الأمنية في الدولة بــ كل الانتهاكات الممارسة ضد المعتقلين فــ باتت تعتقل أناساً وتتهمهم بتهم مستحدثة لا يمكن أن يقوموا حتى بها.
فـكيف لكفيف أن تكون تهمته القنص ؟ أم ان اعتقاله بلا سبب دفع السلطات إلى سرعة توجيه التهم له دون الإلتفات لظروفه الصحية التي تحول بينه بين امكانية تنفيذ تلك التهمة ، ولم تكتفي باعتقال رب الأسرة بل واعتقلت أبنه الأكبر لتترك الأسرة بلا عائل لها.
رب الاسرة المعتقل الشيخ ربيع إبراهيم أبو عيد البالغ من العمر 46 عاماً يعمل مدرس بــ الأزهر الشريف ، يقيم الشيخ في شارع صيدلية طيبة – قرية الخياطة بمحافظة دمياط .. متزوج ويعول ستة أفراد الأم ورويدا 21 عام وزهرة 20 ومحمد 17ونصف عام معتقل وعبدالرحمن 15عام وخالد 13 عام .
الشيخ عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، حاصل على دراسات عليا في علوم الحديث ، اجازة في القراءات العشر (وكان اصغر من حصل عليها علي مستوي الجمهورية آنذاك) ، المتحدث الرسمي باسم رابطة علماء دمياط ، معروف في دمياط بالشيخ صاحب المدارس القرانية ، داعية اسلامي علي الفضائيات وله عدة مؤلفات .
أكدت التقارير الطبية أن الشيخ إبراهيم كفيف ويعاني من مرض السكري والضغط و حساسية في الصدر وعلى الرغم من ذلك تم القبض عليه في 15 من يناير 2014 حين كان في طريقه لزيارة طبيب الأسنان حيث اعترض طريقه أحد المخبرين وأخبره بأنه مطلوب القبض عليه فتم اعتقاله من أمام مجمع المدارس بــ الخياطة ، ليحتجز حتى اللحظة في سجن جمصة شديد الحراسة على ذمة القضية رقم 17248 /2013 مركز دمياط المقيدة رقم 328سنة 2014
ورغم اعاقته وجهت له تهم لا تتناسب مطلقا مع حالته مما يثبت وجود خلل في المنظومة الامنية والقضائية – على حد قول ابنته – وتوجه إليه عدة تهم كان أبرزها :
– الاشتراك في تجمهر الغرض منه ارتكاب جرائم
– الاعتداء علي الأشخاص وتخريب الممتلكات العامة والخاصة
– استخدام القوة والعنف وحمل أسلحة نارية (خرطوش )وأسلحة بيضاء(شوم وحجارة )
– استعراض القوة والتلويح بالعنف وعرضوا حياة المجني عليهم للخطر بأسلحة غير مرخصة بقصد استعمالها في الإخلال بالنظام والامن العام
– محكوم عليه غيابياً بـ ١٥سنة بالرغم من كونه معتقل وقتها وتم تقديم طلب بإعادة المحاكمة التي ظلت اجراءاتها لمدة 3 شهور ثم حددت جلسة ولم يتم حضورالشيخ ربيع من معتقله فأجلت ٣شهور ثم بعد مضيهم يوم ٢٦ يناير 2015 لم يتم حضوره ايضا معتقله بسجن جمصة شديد الحراسة ، وأجلت الجلسة شهرين حتى يوم ٢٤مارس / 2015 وفي ذلك اليوم امتنع المحامون عن الدفاع وتم تأجيل الجلسة حتى يوم ٢4 مايو عام 2015 م.
أما الأبن الكبير المعتقل محمد ربيع إبراهيم أو عيد ، البالغ من العمر17 عام طالب بالصف الثالث الثانوي أعتقل يوم 24مايو لعام 2014م.
تقول أخته : تم اعتقال محمد ربيع من داخل المنزل حيث يقيم في شارع صيدلية طيبة – قرية الخياطة بمحافظة دمياط . ويعتبر محمد هو أصغر معتقلي قرية الخياط ، وجهت له قضيتين حكم عليه في أحد القضايا ب 3 أشهر وتم تنفيذها ، وآخري أخلي سبيله ، وعند خروجه وجدوا قضية أخري وهي قطع الطريق والتجمهر فهو مازال محبوس احتياطا على ذمتها ويتم التجديد المستمر له فيها حتى الآن دون مراعاة لأهمية المرحلة الدراسية التي يمر بها فهو في السنة الثالثة في المرحلة الثانوية فرغم قضائه مدة حبسه وإخلاء سبيله في قضيتين سابقتين مازالت له قضية ثالثة لم يحكم فيها بعد وتم تحديد يوم ١٤يونية القادم معادا لجلسته محمد الآن بسجن كفر سعد.
تطالب أسرة الشيخ ربيع من خلال منظمة إنسان للحقوق والحريات بضرورة الافراج عن رب الأسرة الكفيف المتهم بتهمة القنص وهي تهمة لا تتناسب مع اعاقته وعن ابنهم لأنه في مرحلة دراسية مصيرية أو على الأقل الجمع بينهما في سجن واحد ليرعى الابن أبيه الكفيف. فإبنه أولى برعاية والده ماداما كلاهما معتقل. والاقرار بضرورة زيارة الابن لأبيه المعتقل كحق مكفول له حيث أن روح التواصل وإقامة جسور من الانطباع الاجتماعي لا تتم فقط بين المسجون وذويه خارج السجن وإنما بالضرورة ان تتم داخل السجون.
وقد نصت اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم السجون على ذلك وسمحت بزيارة بعضهم لبعض داخل السجن الواحد أو بين سجنين مختلفين كإحدى الطرق نحو الإصلاح والتهذيب بالإضافة إلى الاعتبارات الإنسانية فقد نصت المادة 75 من اللائحة التنفيذية للسجون على أنه ” يجوز للمدير او مأمور السجن ان يسمح بالزيارة للمسجونين في سجن واحد بزيارة بعضهم في الحدود المقررة للزيارة العادية وتتم الزيارة بمكتب المساعد وبحضوره ولا يجوز السماح بزيارة أحد المسجونين بإحدى المسجونات إلا إذا كانت زوجته أو محرما له ، وتتم هذه الزيارة في مكان المخصص للزيارة العادية وفي غير مواعيد هذه الزيارة بحضور إحدى مستخدمات السجن مع المسجونة ومساعد السجن مع المسجون ولمدير عام السجون أن يسمح للمسجونين بزيارة ذويهم المودعين في سجن آخر إذا دعت إلى ذلك ضرورة.
وفى يوم 28 مايو 2015 ارسل المعتقل الكفيف ” ربيع ابو عيد” منذ منتصف يناير 2014 ،برسالة من جمصة شديد الحراسة يروى منذ إعتقالة وحتى يومنا هذا ،وما مر به وكيف وجهت له تهم لا تعقل ،ويحكى كيف كان تعاطى النيابة والقضاء مع التهم التى وجهت ، والانتهاكات التى تمت بحقه بقسم شرطة مركز دمياط .
نص الرسالة :
الي من يهمه الامر في العالم الحر..
قصتي باختصار أيها الاعزة الاحرار منذ 15/1/2014
قبض علي وأنا في الطريق الي الطبيب ثم عرضت علي النيابة العامة بعد أن لفقت لي عدة قضايا …فظننت لأول وهلة أن مشكلتي قد انتهت …لأن ظني أن النيابة ممثلة للقانون وحامية لحقوق الانسان ..
وكان كل واحد من هؤلاء يحسن أدب كما يلقاني في محاضراتي أو مسجدي..
لكنهم جميعا اتفقوا علي مواساتي بجملة واحدة : (والله نفسنا نعملك حاجة ) ، حتي مرة قال لي أحدهم حين رفضت الكلام أثناء العرض ؛ اي طلبات مولانا !!
فقلت له : ان مطالب الاحرار لا يفهمها الا الاحرار..وحاجة الانسان لا يدركها الا الانسان !
ومنذ ذلك الوقت وأنا أقول أنه لا قدرة لأحد من هؤلاء علي فعل شئ ..
فقلت في نفسي اذن انتظر الاحالة الي القضاء .. وقد أُحلت بعد 6 أشهر وانتهت مجموعة القضايا الاولي ..
ويومها قلت أمام المحكمة : اني أخشي ان تضيع القيم أمام قضية !
لان الاخ الذي كان معي مصطحبا اياي الي الطبيب قبض عليه مشتركا معي في هذه القضايا..وأولاده الصغار يعرفونني
والصورة الذهنية عند أبنائه أن والدنا قد قبض عليه بسبب ما يفعله من خير باصطحبات من يحتاج الي صحبته..
وانتهت القضية بخروج الصاحب وكانت هذه اعظم أمنية أتمناها ..
وأنا علي طريق الخروج سمعت عجبا ان لي قضية حكم علي فيها ب 15 عام غيابيا !!!!!
ومنذ شهر 6 الماضي انتظر الوقوف امام القاضي وتأجلت القضية اداريا 3 مرات. .
حتي أتيح لي أن أقف أمام القاضي وأنا أقول في نفسي ..قد حلت المشكلة !
وأزيل الشك باليقين ..وطلبت أن أتحدث فقلت : أنا لا أتحدث عن أي شق قانوني أمامكم وبين يدي المحامين ولكني أتكلم عن أمر انساني منذ 18 أشهر ..
18شهر وأنا أعاني معاناة شديدة لاني قد حرمت نعمة البصر وأحتاج في حركتي الي من يتحرك معي في الليل او في النهار..
فقام القاضي وقال : بعد انتهاء الجلسة
فقلت في نفسي لعل القاضي أراد أن يقطع تأثري وأعني الحال عن المقال..
وقد سعدت كثيرا فأنا لا أحب أن أظهر بمظهر الضعيف وكنت في هذه اللحظة أتحدث بألم …
وأنا الي الان لم أرسل الي اي احد رسالة بهذا الخصوص الا مرة ..خاطبت فيها العالم الحر ..
وها أنا الان أخاطب العالم الحر
اخاطب كل من يهمه الامر ..
الي المنظمات الحقوقية في العالم كله..
الي الدول التي تدعي حقوق الانسانية ..
اقرأوا قضيتي…اريد محاكمة علنية أمام العالم كله ..
أريد تدخل من يهمه الامر في العالم كله في قضية أتهم فيها رجل كفيف بالضرب والتكسير وحمل السلاح وقطع الطريق ..
أعدكم أنها اخر رسالة ارسلها اليكم ..
فإني أشعر أني بكثرة الرسائل محرج فيما بيني وبين ربي ..
وما قلت ما قلت الا من أجل تبيين الحقيقة .حتي لا يكون لأحد حجة ..
وعلي الله قصد السييل

التعليقات