معاناة ربة أسرة طه الصالحي

لا خلاف في أهمية الأسرة ومهمتها الأساسية في بناء المجتمع، فهي المحضن الذي يتولى صيانة الأطفال وفي ظله تُتلقى مشاعر الحب والرحمة والتكافل، وهي الخلية الأولى التي بصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد، ولكي تقوم بواجبها الحضاري أسستها المواد الحقوقية بالدساتير والاتفاقات الدولية على أسس ثابتة وركائز متينة، ومن هذه الركائز هي صمام الأمان للحفاظ على الأسرة واستقرارها .

فالأسرة هي نواة المجتمع فإذا صلحت صلح المجتمع بأسرة وعلى أي دولة أن تحفظ للأسرة كيانها وتعمل على توفير سبل الراحة والطمأنينة لأفرادها ونجد في اتفاقية حقوق الطفل المادة 5 الخاصة بالوالدان، الأسرة، حقوق المجتمع والمسؤوليات:” تحترم الدول الأطراف دور الوالدين والأسرة في تربية الطفل “.

من خلال متابعة منظمة إنسان للحقوق والحريات لكثير من الأسر وجدنا الكثير ممن سلبت حريتهم وحقهم في الأمان والاستقرار وتشتيت الكثير من الأسر ما بين معتقل أو قتيل خارج إطار القانون أو مطارد من قبل السلطات خاصة بعد يوم الثلاثين من يونيو لعام ألفين وثلاثة عشر ، وبالتواصل مع أسرة المعتقل طه الصالحي ورصد المنظمة للمعاناة التي ألمت بالأسرة فتقول زوجته موضحة المعاناة التي تمر بها أسرتها :

الأب طه الصالحي موظف مصري في شبكة كهرباء المطرية عنده 46 عام يعول 6 أطفال منهم طفلين معتقلين القسام ومصعب بالإضافة الي التوأمين في الصف السادس الابتدائي ومريم بالصف الرابع الابتدائي وردينة بمرحلة رياض الاطفال .
تروي زوجته قائلة :
تم اعتقال زوجي يوم 17 من فبراير لعام الفين وأربعة عشر ورغم اعتقاله التعسفي بدعوى كيديه من زميل له بالعمل تم الحكم عليه يوم 21 من مايو لعام الفين واربعة عشر غيابيا بتهمة الشروع في القتل وبعد اثبات محاميه انه معتقل سيتم اعادة النطق بالحكم يوم الاثنين 16 من فبراير لعام الفين وخمسة عشر .
وتستكمل : اعتقلوا أكبر أطفالي و أول ما رأت عيني القسام المصلحي من ربيته على الشجاعة ، كما تتابع والدته قائلة تم اعتقال ابني القسام اعتقالاً تعسفياً قبيل صلاة الجمعة بجوار مسجد عزام الكبير من الشارع أثناء انقاذ أخوه من يد الرائد ( محمد الشربيني ) فقام الرائد بضربه بشدة بظهر الطبنجة على رأسه يوم 28مارس 2014م.
التهم الموجهة للقسام :
التعدي ع السلطات – حمل مولوتوف – إنتماء إلي جماعة أرهابية .
الانتهاكات كما وضحتها والدته :
قام الرائد محمد الشربيني بالقبض علي القسام وأخيه مصعب وأثناء اعتقالهما تم ضرب القسام ضربا مبرحا بظهر الطبنجة حتى نزف دما كثيرا حين اقتادوه إلي سيارة الشرطة غارقا بدمائه واستمر تعذيبهما في مركز الشرطة بالمطرية لمدة 3 أيام حتى تم تحويلهما إلى النيابة ، ثم تم حبس القسام حبساً انفرادياً لمدة 3 شهور في غرفة لا تصلح للعيش الآدمي بالمرة ومع جنائيين يتلفظون أسوء الألفاظ ويتعرض للضرب المستمر منهم وتعرض للإغماء فيها أكثر من مرة .

حكمت محكمة جنح المنصورة علي الطالب “القسام طه الصالحي” 16 عاما بالسجن أربعة أعوام وغرامة ثلاثون ألف جنيه في شهر ديسمبر الماضي أي بعد اعتقال دام 5 أشهر دون محاكمة .

في انتهاك صارخ لاتفاقية حقوق الطفل التي شملت جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية، ونيلها مصادقة عالمية تقريباً، فإن الاتفاقية تعتبر علامة بارزة للإجماع الدولي على المبادئ الأساسية لعالمية حقوق الأطفال، وعدم قابليتها للتجزئة. ففي مادتها 37 ألا يحرم من أي طفل حريته بصورة غير قانونية أو تعسفية ، ويجب أن يجرى اعتقاله أو احتجازه أو سجنه وفقا للقانون ولا يجوز ممارسته إلا كملجأ أخير ولأقصر فترة زمنية مناسبة .

للمزيد عن القسام اضغط هنا

وأما عن مصعب الأخ الأصغر اعتقل مع شقيقه يوم 28 مارس 2014 أي أكثر من عام .. مصعب طه الصالحي لم يكمل عامه 16 سنة ، درس بالصف الاول الثانوي ، محتجز بقسم المطرية ، من مواليد 1999 كان طالبا بالشهادة الاعدادية الأزهرية وانتقل للفرقة الأولى بالثانوية الأزهرية .

تروي والدته واقعة اعتقاله قائلة : اعتقل مصعب من الشارع قبيل صلاة الجمعة بجوار مسجد عزام الكبير ، وعندما رآه أخوه القسام حاول أن يخلصه من يد الرائد ( محمد الشربيني ) فقام الرائد بضربه بشدة بظهر الطبنجة على رأسه ، وقام بالقبض علي مصعب وأخيه القسام واستمر تعذيبهما في مركز الشرطة لمدة 3 أيام حتى تم تحويلهما الى النيابة.
التهم :
التعدي على السلطات – وحمل ملوتوف – والإنتماء لجماعة أرهابية
الانتهاكات
تعرضه للضرب المبرح أثناء الاعتقال وعندما حاول أخوه الأكبر القسام انقاذه تم ضربه بشدة واعتقلا معا.

حكمت محكمة جنح المنصورة علي الطالب “مصعب طه الصالحي” 16 عاماً بالتحويل الي الإيداع برعاية الأحداث بمركز نبروه سيئ السمعة مع بالغين وجنائيين ويتعاطون مواد مخدرة – كما ذكر أحد الأطفال المفرج عنهم مؤخرا – مودَعين هناك في انتهاك صارخ لحقوقه كطفل مصري لأن مصر من أحدى الدول الأعضاء التي وافقت على تطبيق اتفاقية قانون الطفل ، حين اتفاقية قانون الطفل في نص المادة 37 البند (ج) : يعامل كل طفل محروم من حريته بإنسانية واحترام للكرامة المتأصلة في الإنسان ، وبطريقة تراعى احتياجات الأشخاص الذين بلغوا سنة وبوجه خاص ، يفصل كل طفل محروم من حريته عن البالغين ، ما لم يعتبر أن مصلحة الطفل تقتضي خلاف ذلك ، ويكون له الحق في البقاء على اتصال مع اسرته عن طريق المراسلات والزيارات إلا في الظروف الاستثنائية .

للمزيد عن القسام اضغط هنا

وعن معاناة ربة الأسرة : تقول تم اعتقال والدهم البالغ من العمر 45 عام من مقر عمله بدعوة كيدية من زميله في العمل في شهر فبراير قبيل اعتقال طفليها واستدان زوجي مبلغ كبير من البنك ليتم تقسيطه من مرتبه حيث يعمل موظف حكومي الذي انقطع راتبه بعد اعتقاله وفصله من عمله إلا أني لا أعرف ما أفعله بعد اعتقاله محاولة توفير 3 زيارات له ولولدي (القسام – ومصعب) ورعاية أطفالي الأربعة حيث اقوم بدور الأم والأب بعد اعتقال والدهم وسداد ديون زوجي.

وبهذا تعاني الأم من سفرها 3 مرات لزيارة زوجها وطفليها حيث يوجد كل معتقل منهم بمكان منعزل عن آخر ، وهي تعاني من آلام شديدة بالظهر وتؤلمها الحركة الكثيرة فأحيانا كثيرة تضطر لإلغاء إحدى الزيارات لعدم قدرتها صحياً على الذهاب ، وتتسأل الأم من خلال منظمة إنسان :أين المنظمات الدولية والعالمية التي اهتمت بحفظ حقوق الطفل؟

وتضيف منظمة إنسان بأن ضمان الحقوق الإنسانية للطفل يعني أن نستثمر في المستقبل ، فحقوق الطفل هي اللبنات الأساسية لثقافة راسخة لحقوق الإنسان، وهي الأساس لضمان الحقوق الإنسانية للأجيال المقبلة ، وتأكد على إن اتفاقية حقوق الطفل لا تعالج حقوق الطفل فحسب، وإنما تتناول أيضاً مسؤولية الأطفال إزاء احترام حقوق الآخرين في عائلاتهم ومجتمعاتهم، وتنص على أن من واجب الأسرة مساعدة الأطفال على فهم حقوقهم ومسؤولياتهم. ولكن كل هذا انتهك في دولة مصر فأصبحت لا تضمن أي حق من حقوق الانسانية للأسرة ولكل أفرادها من كبارا كانوا أو صغار.

التعليقات