حتى متى تستمر الانتهاكات ضد المرأة المصرية .. وبلا أي رادع ؟!

تفتيش ذاتي مهين .. اعتقال و اختطاف واخفاء قسري .. اغتصاب خارج وداخل السجون وإهانة للكرامة فأحكام جائرة تصل لحكم الإعدام  ، انتهاكات تعرضت لها المرأة المصرية خلال عام كامل و يزيد قليلاً بدءا من الثالث من يوليو و حتى اليوم .

انتهاكات لم يشهدها الشارع المصري يوما فظهرت بين حينة و أخرى على السطح وتظل في طي الكتمان لا يعرفها الا القليلون لأن مرتكبيها من المسؤولين و السلطات الأمنية الذين لا يألون جهدا في انتهاك حق المرأة في دولة مصر دون رادع أو خوف من محاسبة أحد لهم و دون النظر إلى قوانين حماية المرأة المحلية و الدولية والمواثيق العالمية لحقوق الإنسان .

ولم تمتنع السلطات الأمنية حتى في يوم الذكرى العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة عن ممارسة هذه الانتهاكات فــ فنجد كحالة واضحة للانتهاكات خارج السجون فالطالبة أسماء جمال 19 سنة بالفرقة الأولى جامعة الإسكندرية أصيبت في قدمها اليسرى بطلقات الخرطوش خلال التعدي عليها فمظاهرة سلمية بسيدي بشر‬ بالإسكندرية، يوم الجمعة 21نوفمبر، بقيادة الضابط “إبراهيم مبارك” الذي أمر البلطجي ” علي زبادي” بالاعتداء عليها وضربها على رجلها المصابة بالشوم قائلا” أنا هعجزك علشان ماتنزليش تاني” حتى سقطت أسماء مغشيا عليها. كما ذكرت بعد إفاقتها .

أسماء جمال جهينة

وبهذا نجد أنه قد تنوعت الانتهاكات ضد المرأة المصرية عامة – وللمعتقلات القابعات خلف القضبان خاصة- وسنذكر بعض الأمثلة لا الحصر- لتلك الانتهاكات منها :
– اعتقالات
– أحكام تعسفية بــ حق الفتيات والنساء وصلت لحد الإعدام
– اختطاف من الشوارع و بوابات الجامعات و إخفاء قسري يمتد لأيام
– تحرش و اغتصاب داخل أقسام الشرطة والسجون المصرية
– التعذيب داخل السجون
– انتهاكات أخرى

1. الإعتقالات :
منذ الثالث من يوليو تم اعتقال ما يزيد على 1000 معتقلة خرج البعض منهن فورا والأخريات حبسن بضعة أيام على ذمة التحقيقات والبعض خرجن وحكم بعدها عليهن أحكاما غيابية والأخريات مازالت خلف القضبان.

ففي يوم الخميس 18 سبتمبر 2014 أصدر قاضى جنح مدينة نصر حكما غيابيا على عائشة الشربيني و3 طالبات معها وهن ‏سمية رمضان‬ ، رقية عبدالرازق‬ و سمية دسوقي المعتقلات من داخل جامعة الأزهر. دون سماع أية مرافعات من هيئة الدفاع عن المعتقلات وحكم عليهن غيابيا بـ 4 سنوات مع الشغل والنفاذ .

عائشة الشربيني ،  ‏سمية رمضان‬ ورقية عبدالرازق‬ وسمية دسوقي

ويذكر أن قوات الأمن قد اعتقلت عائشة وزميلاتها في الثاني عشر من شهر يناير لعام 2014م الماضي من داخل جامعة الأزهر، ووجهت لهن تهم قطع الطريق ، وتعطيل المواصلات , والتظاهر بدون ترخيص .
وقد تم إخلاء سبيلهن في التاسع من أبريل 2014م. علي ذمة القضية بعد قضاء قرابة الأربعة أشهر من خلال التجديد في حبسهن في السجون دون تهم.

ومن ناحية أخرى نجد أن عدد المعتقلات حاليا تقريبا 53 حالة في السجون وأقسام الشرطة المصرية على مستوى الجمهورية، وقد جمعن كلهن في في ملف متابعة وتوثيق الإناث اللواتي تم اعتقالهن وملاحقتهن قضائيا كما رصدته wikigirls anticoup 

و في انفوجراف لــ منظمة إنسان للحقوق والحريات وضحت خلاله حصر بعدد المعتقلات في السجون ومراكز الشرطة المصرية حتى يوم ” “1-ديسمبر- 2014 م .

انفوجرافيك النساء المعتقلات

2. أحكام تعسفية بــ حق الفتيات :
ومن أقصى الأحكام التعسفية هو حكم الاعدام ففي يوم 2- ديسمبر -2014م. احيلت أوراق الحاجة سامية شنن للمفتي للبت في حكم الاعدام في انتهاك صريح لحقوق المرأة المصرية  ، حيث تم توجيه تهما لها وتم اجبارها بالتعذيب والتهديد بالاغتصاب أن لم تعترف بتلك التهم ومنها- اقتحام مركز شرطة كرداسة- التعدي على الضباط – التمثيل بجثة نائب مأمور قسم كرداسة وذكر ذلك في المحضر رقم : القضية رقم “12749” الخاصة باقتحام مركز شرطة كرداسة.

سامية شنن

وحيث كان مجموع الأحكام بحق الفتيات على مستوى الجمهورية كما لخصه الانفو جراف السابق 51 عاماً بالإضافة إلى الحكم بــ المؤبد على الأختين هند و رشا منير فــ كان توزيع الأحكام كــ التالي :

– الحكم علي الاختين (هند و رشا منير) بالمؤبد والمعتقلتين من 16أغسطس 2013
– الحكم علي (يسرا السيد الخطيب) جنايات 6 سنين وهي معتقله منذ 12 نوفمبر2013 من جامعة المنصورة
– الحكم النهائي علي (أسماء حمدي – آلاء السيد – رفيدة إبراهيم – عفاف عمر – هنادي أحمد) 5 سنوات و 100 الف جنيه غرامة. معتقلات من يوم 24 ديسمبر2013 من جامعه الازهر.
– الحكم علي (صفاء حسن – اسماء سيد – سلوي حسانين ) ب3 سنين ومعتقلات من يوم 8 يناير 2014 من منطقه السبع عمارات.
– الحكم على (سناء سيف و يارا سلام و سمر إبراهيم و حنان الطحان و ناهد الشريف و رانيا الشيخ و سلوى محرز) ب 3 سنوات في 26 أكتوبر 2014 والمراقبة 3 سنوات وغرامة 10 الاف لكل متهم
– الحكم علي ( اسماء مختار – شيماء السيد – الحاجة ليلي محمد ) حكم نهائي سنتين و معتقلات من امام دار القضاء يوم 28 يناير 2014
– الحكم علي (أبرارالعناني – منة الله مصطفي ) حكم جنايات سنتين معتقلات يوم 12نوفمبر 2013 من جامعه المنصورة
– احيلت أوراق الحاجة سامية شنن للمفتي للبت في حكم الاعدام في 2- ديسمبر -2014م.

وتبرز تلك الأحكام مدى الظلم الواقع على المرأة المصرية والضرب بكل المواثيق الدولية وكل مواد حقوق المرأة عرض الحائط فلا رادع لتلك الأحكام الجائرة ولا مراقب لتلك الانتهاكات المتتالية .

3. الإختطاف من الشوارع ومن أمام بوابات الجامعات والإخفاء القسري لأيام

منة الله جمال

منة الله جمال .. الطالبة بكلية اللغات والترجمة بجامعة السادس من أكتوبر ، تم اختطاف الطالبة قبل بدء الدراسة بيومين من أمام جامعتها وتتلخص قصة اختطافها وغيابها وإخفاءها قسريًا كما نُقل عنها :
” في تمام الساعة العاشرة و نصف و بعد وصول منة لجامعتها لسداد مصروفاتها و بعد إبلاغها من قبل أمن الجامعة أن الجامعة مغلقة اليوم ، لاحظت منة بعد خروجها من الحرم الجامعي بوجود سيارة ميكروباص سوداء تتبعها بها أفراد يرتدون زي مدني ، حينها أتصلت بوالدتها لتخبرها بما يحدث و بعد إنهاء إتصالها فوجئت بمحاولة الاشخاص المتواجدين لإختطافها و إقتيادها إلي الميكروباص و حينما حاول إحد الشباب نجدتها إختطفوه هو الاخر ، و تم إقتيادهم و هم معصوبي العينين إلي مكان مجهول ، بعد ذلك تم نقلها منفردة إلي حجرة مظلمة و تركوها فترة لتبدأ بعدها مرحلة التعذيب ل “منة”.

كان يتم التناوب عليها بالضرب في معدتها و بقية أعضاء جسدها و رشها بالمياه في ظل برودة الجو المحيط و ظلت على هذه الحالة لمدة 32 ساعة -مدة إختطافها- لم ترتاح فيها من التعذيب إلا فترة ثمان ساعات تقريبا و هي فترة التحقيق معها و السؤال المعتاد عن مشاركتها لمظاهرات الجامعة و مدى ما تعرفه عن المظاهرات في الجامعة و مصادر تمويل المظاهرات و كان إجابتها بالنفي لتعود بعدها وصلة التعذيب السادية من قبل الامن بحقها و أثناء فترة تعذيبها و هي معصوبة العينين كانت تسمع أصوات صراخ عالية مجاورة و من شدة التعذيب الذي لحق بها و شدة الضرب الذي لحق بمعدتها أخذت تنزف نزيف شديدا من فمها ثم أغمى عليها فظن الكلاب الساديون إنها قد ماتت فأخذوها ثم ألقوها في مكان مجهول لتستيقظ “منة” و هي منهكة القوى لتجد نفسها بملابس ممزقة مبللة في منطقة نائية و هي ميدان جهينة.

و رغم ضعفها فإنها ظلت تمشي في تلك المنطقة النائية حتى تجد أقرب وسيلة للاتصال بأهلها و أثناء سيرها أوقفت إحدى السيارات و ساعدوها في الاتصال بأهلها ، بعدها عرف أهلها مكانها و إصطحابها إلي المستشفى ” .

علياء طارق

علياء طارق السيد .. طالبة بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر ، تم اختطافها في الــ 20 من أكتوبر 2014 فيستمر اخفاؤها قسريا 20 يوما لاقت خلالهم كل أنواع التعذيب وقد روت والدتها تفاصيل اختطافها في اتصال هاتفي لإحدى القنوات :

وقد أكّدت أنّها تعرضت للاختطاف من أمام جامعتها من قبل قوات الامن ، وتم وضعها في مدرعة ومعها فتاتين لا تعرفهما، في حين أنها فقدت الوعي حينها من شدة الضرب، وبعد أن أفاقت وجدت نفسها في غرفة مظلمة مغلقة ليس بها سوي نافذة صغير في أعلي الحائط، في حين تم سرقة كافة ما كان معها بما في ذلك الهاتف المحمول ومصروفات الجامعة.

وتابعت أنها طوال مدة اختطافها تَتَابع عليها الضرب واللكمات الشديدة من قبل قوات ملثمة كانت تقتحم عليها تلك الغرفة الموحشة، حتي أن آثار اللكمات والضرب ظاهرة علي جسدها الهزيل، وأضافت: أن الطعام طوال تلك المدة لم يكن أكثر من وجبة واحدة في اليوم مكونة من رغيف خبز، ومعه حفنة من العدس وكلاهما غير صالح للطعام الآدمي وبعض الماء، ولذا فلم تكن تستطيع أكل أكثر من وجه رغيف الخبز فقط .

4. تحرش و اغتصاب داخل السجون المصرية
حيث تم توثيق :
317 – حالة كشف حمل قسرا علي الفتيات و النساء المعتقلات
63 – جريمة إغتصاب
1147 – واقعة تحرش وقد شهد ميدان التحرير 623 واقعة
ومن الأساليب المتبعة لـ تعذيب الطالبات تهديدهن الدائم بــ التحرش والاغتصاب

5. التعذيب داخل السجون المصرية
– تعرضت أغلب المعتقلات السياسيات و أيضا الجنائيات للتعذيب الممنهج داخل السجون فقط تم اعتقال أماني عبده حسن عقب فض رابعة العدوية وتم تعذيبها داخل المعتقل تعذيبا شديدا وحرقها بالسجائر في أماكن متفرقة ومنع العلاج عنها مما أدى الى اصابتها بالشلل الكامل داخل السجن .

جهاد الخياط

– قامت ايضا قوات الأمن باعتقال الطالبة جهاد الخياط و ضربها ضربا مبرحا و تعذيبها حتى كسرت يدها وقدمها وخرجت من المعتقل على كرسي متحرك بعد ذلك .
– إحدى الجنائيات تم تعذيبها أمام المعتقلات سياسيا في انتهاك لحقها في معاملة آدمية و هو ما تكفله كافة القوانين حيث تنص على وجوب معاملة جميع السجناء بصورة كريمة و ألا يتعرضوا لأذى بدني أو نفسي.
– في سجن القناطر يوم 10يونيو-2014 تم الإعتداء على جميع المعتقلات سياسيا من قبل الجنائيات و اللاتي استعانت بهن السجانات لضرب الفتيات و تم سرقة وحرق متعلقاتهم وأعطائهن ملابس قديمة غير نظيفة و شفافة و عندما طالبن في اليوم التالي بملابس أخرى أدخلوا إلبهم قوات فض الشغب في الزنزاين والتي قامت بدورها بضربهن و سحلهن ،  مما أدى إلى أصابتهن بكسور و كدمات و منهن من أصيبت بنزيف في الرحم و فرقت الفتيات إلى ثلاثة مجموعات ، المجموعة الأولى رحلت إلى سجن بنها و الثانية إلى سجن جمصة أما المجموعة الثالثة والتي تم تفرقت على عنابر الجنائيات وتم إحتجاز البعض في الحمامات .

6. انتهاكات أخرى
تلخصت هذه الانتهاكات في :
– الاحتجاز في اماكن لا تصلح للاحتجاز .ولا حتى للعيش الآدمي .
– منع الزيارات لأيام و التضييق على الأهالي و تعرضهم لمضايقات أثناء الزيارة وتفتيشهن بطريقة مهينه تقترب للتحرش الجنسي بهم.
– وجدت المعتقلات السياسيات في الزنازين ثعابين ولما أبلغن إدارة سجن القناطر لم تهتم وتجاهلوا الأمر لفترة طويلة الي أن سدوا الشق الذي بأعلى الزنزانة الذي كان تدخ منه الثعابين .

 الزنزانة الذي كان تدخ منه الثعابين

– الإهمال الطبي و عدم وجود رعاية صحية مناسبة لهن فالمعتقلات رشا منير ، سلوى حسانين و وداد كمال حالتهن الصحية تزداد سوءا يوما بعد يوم .

وداد كمالسلوى حسانين

صورة لمعتقلتين المهندسة سلوى حسانين و وداد كمال وقد أنهكهما الاعتقال والإهمال الطبي دون مراعاة سنهما الذي جاوز الـ 50 .

– ذلك بالإضافة إلى أن المعتقلة رشا مضربة جزئيا عن الطعام منذ أكثر من 100 يوم احتجاجا على حكم المؤبد الصادر في حقها و أختها هند. حيث يذكر أن رشا توفي زوجها وهو في أحد طوابير زيارتها حيث اصيب بضربة شمس وانهكه التعب من طول الانتظار وقد ترك اولادهما أيتام فالأب توفي والأم معتقلة .

ومن هنا فإن منظمة “ إنسان للحقوق والحريات ” تؤكد أن كل ما سبق من انتهاكات في حق المرأة في مصر مرفوض تماما ويستوجب المساءلة القانونية العاجلة لمرتكبيها من المسؤولين و قوات الأمن لضمان حقوق المرأة في مصر حيث تنتهك فيها تلك الحقوق بكل وضوح دون رادع أو محاسبة دولية لمرتكبيها. وتطالب بالتحقيق الفوري في الأحكام الجائرة بالإعدام لكل من الحاجة سامية شنن ورشا وهند منير ، فحتى متى ؟؟

التعليقات