جاء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الموافق 25 نوفمبر من كل عام تخليدا لذكرى الاغتيال الوحشي للثلاث أخوات ميرابال وهن ناشطات سياسيات في جمهورية الدومنيكان بأوامر من ديكتاتور الدومنيكان رافاييل تروخيلو عام 1960 ليصبح يوما لمناهضة العنف ضد المرأة .
وبينما دعت الامم المتحدة لتخليد هذا اليوم كما جاء علي لسان المتحدث الرسمي بلسانها “إنني إذ أرحب بالأصوات التي تعالت مناديةً بإنهاء العنف الذي يطال ما يقدَّر بنحو واحدة من كل ثلاث نساء في حياتها، أحيِّي القادة الذين يساعدون في سن وإنفاذ القوانين وتغيير العقليات وأشيد بجميع الأبطال في جميع أنحاء العالم الذين يقدمون العون إلى الضحايا للشفاء ويجعلون منهن عناصر للتغيير.”.
جاء الواقع المصري صادما و مغايرا لكل ما تم ذكره حيث ازاداد العنف ضد المراة اضعافا عديدة منذ ثورة 25 يناير وحتى اليوم وطال كافة الفئات من كبار السن وحتى الطفلات الصغيرات والرضع فكانت حصيلة من تم قتلهم أكثر من 116 أمراة خلال الاربع سنوات الماضية المنصرمة و75 أمراة خلال العام الماضي وهذا العام ممكن قتلن على أيدي قوات الجيش والشرطة بالاضافة الى 2000 معتقلة منهن 50 لازلن داخل السجون في احتجاز تعسفي بتهم ملفقة واجراءات تنافي جميع معايير المحاكمة العادلة وأحكام بالاعدام والموبد في حق النساء المعتقلات لاسباب تتعلق بممارسة الحق في حرية الرأي والتعبير أو لنشاطهن السياسي والحقوقي والمجتمعي.
بالاضافة الى التعذيب النفسي والجسدي الذي طال أغلب النساء المعتقلات حيث تعرضت النساء للتعذيب على أيدي افراد من الضباط والمأمورين والمخبرين داخل أقسام الشرطة والسجون وغيرها من أماكن الاحتجاز كما تمكنت هيومان رايتس مونيتور من توثيق 5 حالات لاغتصاب المعتقلات على أيدي قوات الأمن وتوثيق حالة تحرش ضد طالبة داخل الحرم الجامعي في جامعة أسيوط وقامت بارسال شكاوي عاجلة بها الى الأمم المتحدة.
تعرضت المراة المصرية أيضا الى الاختفاء القسري الذي طال 6 نساء منهن 2 حتى الان لم تجلي الحكومة المصرية مصيرهم حتى الان.
قامت هيومان رايتس مونيتور بتوثيق العديد من انتهاكات حقوق الانسان من بينها حالات احتجاز تعسفي صاحبها تعذيب وانتهاكات اخري ومن بين تلك الشكاوي المرسلة الى الامم المتحدة الحالات الاتية:
الأحتجاز التعسفي:
اعتقال الطالبة أسماء نصر, مواليد 15يناير 1994 وهي طالبة بالفرقة الأولى بكلية الهندسة جامعه الازهر وتم اعتقالها يوم 28ديسمبر 2013 من داخل الحرم الجامعى حيث داهمت قوات الشرطه والجيش الجامعه
والقت القبض العشوائى عليها مع اخريات بعد خروجهم من الامتحان ليوجه لها عدة تهم مقاومة السلطات، التحريض على العنف ، حيازة خرطوش لتلاقي بعدها داخل مكان احتجازها سجن القناطر عدة انتهاكات منها ضربها ضربا مبرحا من قبل من السجانة ومامور السجن وقوات مكافحة الشغب بالعصيان الخشب والحديد والعض من الجنائيات يوم الثلاثاء 10 يونيو الماضي والذي نتج عنه ورم بالذراع واشتباه فى شرخ في العظام وسلسلة اليد والرجل.
تم تأييد الحكم علي اسماء ومجموعتها المكونة من خمس فتيات يوم 23 أكتوبر الماضي بالسجن خمس سنوات و غرامة مئة الف جنية
بينما يستمر احتجاز الناشطة الحقوقية ومسؤولة ملف العدالة الانتقالية يارا سلام وبقائها رهن الاحتجاز حتى هذه اللحظة وصدور حكم بسجنها ومن تم اعتقالهم معها 3 سنوات في 26 أكتوبر الماضي.
الأحكام التعسفية:
الحكم علي الاختين (هند و رشا منير) بالمؤبد والمعتقلتين من 16أغسطس 2013
الحكم علي (يسرا السيد الخطيب) جنايات 6 سنين وهي معتقله منذ 12 نوفمبر2013 من جامعة المنصورة
الحكم النهائي علي (أسماء حمدي – آلاء السيد – رفيدة إبراهيم – عفاف عمر – هنادي أحمد) 5 سنوات و 100 الف جنيه غرامة. معتقلات من يوم 24 ديسمبر2013 من جامعه الازهر.
الحكم علي (صفاء حسن-اسماء سيد- سلوي حسانين ) ب3 سنين ومعتقلات من يوم 8 يناير 2014 من منطقه السبع عمارات.
الحكم على (سناء سيف ويارا سلام وسمر إبراهيم وحنان الطحان وناهد الشريف رانيا الشيخ وسلوى محرز) ب 3 سنواتفي 26 أكتوبر 2014 والمراقبة 3 سنوات وغرامة 10 الاف لكل متهم
الحكم علي ( اسماء مختار _شيماء السيد _ الحاجة ليلي محمد ) حكم نهائي سنتين و معتقلات من امام دار القضاء يوم 28 يناير 2014
الحكم علي (أبرارالعناني – منة الله مصطفي ) حكم جنايات سنتين معتقلات يوم 12نوفمبر 2013 من جامعه المنصورة
الاختفاءالقسري:
تم توثيق حالة اختطاف الطالبة علياء طارق محمد مواليد 11 أغسطس 1995 وتدرس بكلية دراسات اسلامية شعبة اصول دين بجامعة الأزهر.
افادت الطالبة بأنه تم اختطافها يوم 20 اكتوبر واستطاعت ارسال رسالة لوالدتها تفيد بأنها معتقلة فى سيارة الترحيلات هي و اثنين من زميلاتها وظلت علي تواصل مع والدتها حتي الساعة الثانية ظهرا وانقطع الاتصال بها بعدها.
توجهت والدة الطالبة الي قسم ثاني مدينة نصر ووجدت زميلات ابنتها ولم تجدها وانكر القسم وجودها فتقدمت والدة الطالبة ببلاغ للنائب العام رقم 21562 كمحاولة لمعرفة مكان ابنتها.
بقيت علياء مختفية 17 يوما و حسب شهادات والدتها انها تعرضت للتعذيب النفسي والبدني طيلة فترة اختفائها حتى تم اعادتها وهي مغمضة العينين الى المكان الذي اختطفت منه.
بينما تبقى الطبيبة أسماء خلف و علا عبدالحكيم مختفيتين قسريا منذ عدة اشهر في مكان غير معلوم حتى هذه اللحظة.
التعذيب:
تعرضت اغلب المعتقلات السياسيات وايضا الجنائيات للتعذيب الممنهج داخل السجون فقط تم اعتقال اماني عبده حسن عقب مجزرة فض رابعة العدوية وتم تعذيبها داخل المعتقل تعذيبا شديدا وحرقها بالسجائر في اماكن متفرقة ومنع العلاج عنها مما أدى الى اصابتها بالشلل الكامل داخل السجن
قامت ايضا قوات السجن باعتقال الطالبة جهاد الخياط وضربها ضربا مبرحا وتعذيبها حتى كسرت يدها وقدمها وخرجت من المعتقل على كرسي متحرك بعد ذلك.
ومن أساليب التعذيب النفسي الذي تتعرض له الفتيات التهديد الدائم بالتحرش او الاغتصاب وترك المعتقلات في زنازين تعج بالحشرات والثعابين والاوبئة.
القتل خارج اطار القانون:
هبة الله جمال طالبة في الصف الثالث الثانوي قتلت إثر إصابتها بطلقات خرطوش فى الرقبة والصدر يوم 3 يوليو 2014 عقب الهجوم علي تظاهرة مناهضة للحكومة الحالية بمصر من قبل قوات الامن حسبما افاد شهود العيان بمنطقة الساعة شرق المحافظة باستخدام الرصاص الحي والخرطوش والغاز المسيل للدموع ما أدى إلى مقتل الطالبة على الفور.
فيما رصدت المنظمة حالات تحرش في الجامعات مع بداية العام الدراسي ارتفعت وتيرتها خلال الشهر الماضي فيما يعد منهجا في قمع الطالبات و اسلوب متبع من قبل افراد الامن الاداري و موظفي شركة فالكون منها :
اعتداء احد افراد الامن الاداري علي الطالبة بالعصي عند كافتريا كلية العلوم بجامعة اسيوط و سقوطها علي الارض و التحرش بها متعمدا و حينما حاولت ايقافه كرر الامر و ضربها و التحرش بها ثانية و ضربها و استمر في ضربها و حينما حاولت الاستنجاد بأحد الواقفين رد عليها بانه امر لا يعنيه فوجهت الكلام لفرد الامن رد عليها : ” هتسكتي والا هكرر الامر ” فحاولت صديقتها تهدئتها و الابتعاد بها عنه
وجائت شهادات شهود العيان مطابقة لرواية الطالبة.
ختاما نؤكد ان ما تم ذكره ما هو الا نماذج تعبر عن واقع اسوء بكثير و نحذر من استمرار تجاهل المناشدات المستمرة بوقف العنف بحق المرأة و الذي اصبح منهجا لقمع المعاراضات واخمادا لحرية التعبير.
تعرب منظمة هيومان رايتس مونيتور عن قلقها البالغ و خوفها من تصاعد معدلات حالات العنف والتي تعد غير مسبوقة في تاريخ مصر وغير مقبولة بأي شكل من الاشكال أو لأي سبب كان.
تطالب المنظمة بفتح تحقيق فوري في حالات القتل الممنجة تجاه المرأة و وبزيارة اماكن الاحتجاز للمعتقلات تعسفيا والتحقيق فيما ورد من شكاوي تخص التعذيب والاغتصاب والتحرش والاهمال الطبي الوضع اللا انساني داخل مقرات الاحتجاز. كما تشدد مونيتور على محاسبة المتسببين في هذة الانتهاكات بشكل مباشر او غير مباشر لضمان عدام الافلات من العقاب.
التعليقات