بعد أن شهد العالم كله الحجم الكبير من الانتهاكات في سجون ومعتقلات مصر منذ الثلاثين من يونيو 2013 وحتي الآن، وبعد الكذب الصريح من وفد حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وادعاءه عدم وجود أية اختراقات حقوقية في مصر رغم ما تعج به السجون من مختطفين ومعتقلين بلا سبب.
تعلن “رابطة أسر المعتقلين” التضامن مع انتفاضة السجون الثالثة ؛ والتي من المقرر لها أن تكون في الثامن عشر من شهر نوفمبر الجاري، حيث أن هناك أكثر من 41 ألف معتقل في أقل التقديرات يعانون الكثير؛ هذا بخلاف عدد كبير من المفقودين تشير التقديرات إلي تجاوزهم 1400 بعد 30 يونية فقط بخلاف آخرون مفقودون منذ 25 يناير 2011 وكل ذلك إنما يشير إلي أن الاعتقال في مصر إنما أصبح أمرا أقرب إلي الاختطاف لتقييد الحرية وكبتها لا أكثر، والمؤسف أن النظام الحالي يحاول أن يقنن عمليات الاختطاف تلك بسياج قانوني؛ عن طريق تلفيق اتهامات لا أساس لها من الصحة.
وتتنوع الانتهاكات التي يعاني منها المعتقلون في سجون مصر، فمنها ما يتعلق بظروف الاعتقال نفسه والأوضاع السيئة للسجون وتكدس العشرات بل والمئات في غرف ضيقة، فضلا عن الحرمان من الطعام أو الشراب أو التريض، وكذلك رداءة أماكن الاحتجاز بما لا يليق بأجواء الشتاء القادمة، مرورا بالتعذيب البدني، فضلا عن الحرمان من الرعاية الصحية ما أدي إلي وفاة الكثيرين من سوء الرعاية أو نتيجة للحرمان العمدي من الأدوية وتلقي العلاج، هذا بخلاف وجود عدد كبير من المضربين عن الطعام كليا في حين أنه لا يتسني لهم تلقي الرعاية المناسبة أو حتي التحقيق في سبب لجوئهم إلي الإضراب.
وبخلاف ما سبق فالكثير من المعتقلين يتم تمديد حبسهم دون سبب واضح، ودون وجود اتهامات أو عرض علي القاضي الطبيعي، ما يعني أنهم مثل الأسري ولا يتمتعون بأدني الحقوق القانونية مثل التقديم للمحاكمة العادلة.
ومن جانبها “رابطة أسر المعتقلين” تعلن أن مطالب المعتقلين واضحة وجلية، ويشاركهم فيها كافة الأحرار في العالم كله، فليس من الكثير المطالبة بالإفراج السريع والفوري عن كل من لم يثبت في حقه أية تهمة جنائية، كما أن توافر أماكن احتجاز آدمية ومنع التعذيب البدني والنفسي، كلها من البديهيات التي لا يمكن أبدا أن يقبل حر التنازل أو غض الطرف عنها.
وبناء علي ما سبق تنادي “رابطة أسر المعتقلين” باسم معاني الحرية والكرامة والأخوة والإنسانية في العالم كله، تنادي بمشاركة حقيقية وفعالة مع تلك الانتفاضة الثالثة، سواء بالوقفات السلمية، أو بإعلان الإضراب الرمزي التضامني، فضلا عن تدشين الحملات الإلكترونية التي تتابع الحدث وتتواصل مع أولا بأول.
وتؤكد الرابطة أن الحرية كمطلب مشروع للجميع، لابد أن ينتصر أصحابه في النهاية مهما تكبدوا في ذلك أو عانوا.
التعليقات