قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن السلطات المصرية بعد عام على الإنقلاب العسكري الذي قاده الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي قد أسست لنظام قمعي ينتهج سياسة إلغاء كافة المعارضين أيا كانت انتماءاتهم بالقتل أوالإخفاء القسري أوالإعتقال التعسفي .
وبينت المنظمة أن الجرائم التي ارتكبت عقب الثالث من تموز 2013 لم يفتح بها تحقيق حيادي وشفاف ولم يتم محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم مما شجع السلطات إلى إحكام قبضتها وتوسيع قمعها للمعارضين
وأضافت المنظمة مع حلول الذكرى الأولى للإنقلاب العسكري في مصر خرجت تظاهرات سلمية معارضة للسلطات الحالية وممارساتها فواجهتها الأجهزة الأمنية باستخدام القوة المميتة والذخيرة الحية وطلقات الخرطوش دون مبرر مما أدى إلى سقوط أحد عشر قتيلا وعشرات الإصابات ، كما قامت الأجهزة الأمنية باعتقال العشرات بشكل تعسفي .
وذكر شهود عيان من المنصوره أن مظاهرة انطلقت من أمام الاستاد بتاريخ 03/07/2014 حوالي الساعة الثالثة والربع عصرا وبعد ربع ساعة من انطلاقها تم الاعتداء عليها من قبل الجنود وأفراد الشرطة بالرصاص الحي وقنابل الغاز مما أدى إلى وقوع إصابات واعتقال عدد من المشاركين منهم خمسة فتيات وسبع فتيان.
وفي مدينة الفيوم ذكر شهود عيان أن قوات الأمن تدخلت لفض مسيرة انطلقت بعد صلاة العصر في المدينة واعتدت عليها بالخرطوش وقنابل الغاز ، مما أسفر عن إصابة عدد من المشاركين بالمسيرة منهم حجاج عاطف الجندولي بطلقات خرطوش في أنحاء متفرقة من جسمه ، كما تم اعتقال عدد من المتظاهرين والمارة الذين تصادف مرورهم في جوار المسسيرة.
وفي الجيزة في حي الهرم أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي والخرطوش لتفريق مظاهره مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وكانت المظاهرة قد خرجت بعد صلاة الظهر من مسجد الصباح وتم الإعتداء عليها من قبل قوات الأمن عند مطبعة الأمن المركزي وتم ملاحقة المسيرة حتى شارع فيصل بالهرم ومنها إلى منطقة الطالبية ونتج عن هذه الاعتداءات إصابات عدة وسقوط ثلاثة قتلى ، عرف منهم محمد بهاء عبدالرحمن 21عام أصيب بطلق ناري في البطن و عبد الرحمن هلال ، طالب بكلية الزراعة20 عاما أصيب بطلق ناري في الرقبة ، وشخص آخر مجهول بطلق ناري في الرأس .
وقامت قوات الأمن بالإعتداء على المظاهرات التي خرجت في الإسكندرية مما أدى إلى مقتل هبه جمال عبد العليم 18 عام برصاصتين في البطن والرقبة كما أصييب واعتقل العشرات في المسيرة التي خرجت بشارع صلاح الدين بمنطقة الرمل بالاسكندرية.
بتاريخ 04/07/2014 حاولت عائلة هبة الحصول على تصريح لدفنها إلا ان السلطات المختصة رفضت إعطاء هذا التصريح إلا بعد توقيع العائله على إقرار يفيد بوفاة هبة منتحرة،كما رفضت السلطات المصرية السماح لشقيقها القاصر عبد الرحمن المعتقل بالخروج لإلقاء نظرة الوداع على شقيقته.
وبتاريخ 4/7/2014 عقب صلاة الجمعة قامت قوات الأمن بالإعتداء على جنازة (محمد بهاء عبدالرحمن ) والذي قتل برصاص الأمن فى الهرم محافظة الجيزة في اليوم السابق حيث قامت بإطلاق الخرطوش والغاز المسيل للدموع على المشيعين مما أوقع إصابات بينهم .
وفي القوصية محافظة أسيوط ، أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز والرصاص الحي وطلقات الخرطوش على مسيرة خرجت عقب صلاة الجمعة مما أدى إلى وقوع سبع إصابات بين المتظاهرين .
وفي المطرية انطلقت مظاهرة سلمية عقب صلاة الجمعة حتى وصلت شارع متفرع من شارع عمر المختار بالمطرية ، وعند الساعة الثالثة عصرا تم الاعتداء على المظاهرة من قبل قوات الشرطة بمعاونة البلطجية ، فأطلقت الشرطة الرصاص الحي والخرطوش وقنابل الغاز كما استخدم البلطجية الخرطوش والأسلحة البيضاء مما أدى إلى مقتل بخيت علي أحمد محمد 30 عاما ، كما قتل الطفل عاطف سعيد شديد 12 عاما ،(عبدالرحمن محمود دسوقي 19 عاما مقيم بشبرا الخيمة والذي قتل بثلاث رصاصات في الرأس ، كريم شامة مقيم بالقناطر الخيرية بالقليوبية وأحمد حسين طالب بالفرقة الثانية كلية الحقوق جامعه عين شمس برصاص حي في البطن ، وأصيب العشرات جراح بعضهم خطيرة كما قامت قوات الأمن باعتقال بعض المشاركين .
وفي الفيوم ، لفظ اليوم 4/7/2014 أحد مصابي مسيرات الأمس أنفاسه الأخيرة ، متأثرا بإصابته بخرطوش في العين ويدعي حنفي محمود محمد سيد 50 عاماً ، كما تم العثور علي جثمان محمود يحي 22 عاما الطالب بكلية أصول الدين و الدعوة بجامعة المنصورة في النيل بعد أن دفعته مطاردة مدرعات و قوات الداخلية له بتاريخ 3/7/2014 للسقوط في النيل .
هذه بعض الأمثلة على اعتداءات أجهزة الأمن على المظاهرات في الذكرى الأولى للإنقلاب العسكري والتي تؤكد أن ممارسات أجهزة الأمن المصرية لم يطرأ عليها أي تغيير بعد مررو عام على الإنقلاب العسكري بل إنها في تصاعد وتتخذ منحى خطيرا في إهدار منظومة حقوق الإنسان وحماية المتسببين في إهدارها.
وحملت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومات التي تولت المسؤولية عقب إنقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 المسؤولية الكاملة عن هذه الإنتهاكات.
وأكدت المنظمة أن ممارسات السلطات المصرية القمعية بعد مرور عام على الإنقلاب العسكري فشلت في إيقاف الحراك الرافض لها ، بل عملت على اتساعه ليشمل قطاعات مجتمعية وثورية شاركت في تظاهرات 30/6/2013 .
ودعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل وعملي لوقف جرائم السلطات المصرية بحق المعارضين التى تزداد يوما بعد يوم والعمل على دعم حق المعارضين المصريين في ممارسة حقهم في التجمع والتظاهر السلمي وحرية الرأي والتعبير.
المصدر: المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا
نشر بتاريخ 05 تموز/يوليو 2014

التعليقات